المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مصطفى صلاح
مصطفى صلاح

مدخلات التعامل: الخيارات الأمريكية في التعامل مع الحرب على غزة

الأحد 15/أكتوبر/2023 - 11:11 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

اندلعت حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة بعد عملية عسكرية مباغتة نفذتها حركة حماس التي أطلقت آلاف الصواريخ وتوغلت في أراضٍ إسرائيلية وأسرت إسرائيليين.  وفي أعقاب الهجوم المضطرب الذي لم يسبق له مثيل على إسرائيل من قبل قوات حماس من غزة، نشأ وضع جديد وحاسم بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وباعتبارها حليفًا قديمًا لإسرائيل، فإن الولايات المتحدة مضطرة إلى إعادة تقييم موقفها وتصرفاتها وسط صراع غارق في التعقيد، كما يدفع تصاعد العنف إلى اتجاه الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير سياسية صارمة تهدف إلى دعم إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية واستعادة الاستقرار في إسرائيل.

وضمن هذا السياق، فقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، قائلا إن "إسرائيل تتعرض لهجوم من منظمة حماس. وإن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل ولن تدير ظهرها أبدًا. وسوف نتأكد من حصولها على المساعدة التي تحتاجها لحماية مواطنيها". ويأتي ذلك بعدما طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة قنابل ذكية ودقيقة التوجيه وصواريخ اعتراضية إضافية لنظام القبة الحديدية.

وقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان إن "حكومة الولايات المتحدة ستزود بسرعة الجيش الإسرائيلي بمعدات وموارد إضافية، بما في ذلك الذخائر وإن الولايات المتحدة ستنقل مجموعة حاملة طائرات هجومية قرب إسرائيل، والتي تضم حاملة الطائرات جيرالد فورد والسفن التي تدعمها". وأردف أوستن أن الولايات المتحدة ستقدم ذخائر لإسرائيل، وأن مساعدتها الأمنية ستبدأ في التحرك، كما سترسل وزارة الدفاع (البنتاغون) طائرات مقاتلة إلى المنطقة.

 كما أعلم الرئيس الأميركي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن مساعدة عسكرية أميركية إضافية في طريقها إلى إسرائيل، عقب هجمات حركة حماس، مشددًا على أن مزيدًا منها سيصل في الأيام المقبلة حسب ما كشف البيت الأبيض.

اتجاهات جديدة

اتجهت بعض الأصوات الأمريكية إلى اتخاذ مجموعة من القرارات تجاه مواجهة حركة حماس، ويمثل تبني قرار تفكيك الحركة أحد هذه التدابير. وفي مواجهة الأزمة المستمرة، فإن الدعم الخطابي أو الضغط المتزايد على حماس وفق تصوراتهم ليس كافيًا. وأنه يجب إصدار قرار من الكونجرس يدعو بشكل لا لبس فيه إلى استئصال تهديد حماس من شأنه أن يشكل تحولًا جذريًا ويؤكد التزام الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع بسيادة إسرائيل وسلامتها، والقضاء على التهديدات الموجهة إلى إسرائيل.

ومع ذلك، فإن أمن إسرائيل يتشابك مع الديناميكيات الإقليمية، وبالتوازي مع هذه المناورات الدبلوماسية الدولية، هناك اتجاه أمريكي نحو إعادة التقييم المحلي للمساعدات المقدمة إلى غزة أمر بالغ الأهمية، بجانب محاربة الدول الداعمة لحماس والعمل على تضييق الخناق حول المنظمة من خلال الضغط على الدول التي توفر الدعم لهم باعتبارها ستواجه ضغوطًا مشددة لقطع العلاقات مع المنظمة، بما في ذلك طرد كبار القادة الذين يعيشون في بعض الدول مع العمل على وقف الدعم العسكري والاستخباراتي الأميركي. ويجسد هذا الإجراء عملا من أعمال التضامن الدولي مع إسرائيل وإن هذه الديناميكيات الإقليمية تحمل المفتاح لمزيد من عزلة حركة حماس.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الجهود الدبلوماسية يمكن أن تستكمل بإجراءات مباشرة لوقف تدفق الأسلحة إلى غزة مثل السيطرة الأمريكية الأخيرة على الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى اليمن، والتي تم شحنها بعد ذلك إلى أوكرانيا، بجانب ذلك تصاعدت الأصوات إلى دعم مثل هذه السياسات وتكثيف الجهود لوقف إمدادات الأسلحة الموجهة إلى حماس وتكرار هذا النجاح من خلال إرسال الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها إلى أوكرانيا. ويمثل كل سلاح يتم اعتراضه خطوة ملموسة نحو وقف تصعيد الصراعات المستمرة واستعادة استقرار إسرائيل.

من ناحية أخرى، تعمل الولايات المتحدة على تحصين ترسانتها التشريعية من خلال إحياء وتعزيز قانون منع دعم الإرهاب الفلسطيني، وربما يُعاد تسميته على نحو ملائم ليصبح قانون تفكيك حماس من خلال العقوبات والعمل القانوني المباشر. ووفقًا لهذه المبادرة التشريعية المتكيفة مع الأزمة الحالية، فإنها تهدف إلى إضعاف حماس، وقطع شرايين حياتها المالية والسياسية وتعبيرًا عن التزامها الثابت تجاه أمن إسرائيل، وليس من المتوقع منها أن تقف إلى جانب حليفتها فحسب، بل من المتوقع أيضًا أن تتخذ إجراءات حاسمة.

الاستهداف الميداني

على الصعيد العملياتي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إسرائيل ليس لديها خيار سوى شن عملية برية ضد حركة حماس في قطاع غزة. وهو ما دفع بايدن إلى إعلان إن بلاده عرضت على إسرائيل التخطيط للقيام بعمليات خاصة وكذلك الدعم الاستخباراتي كجزء من الجهود المبذولة لإنقاذ الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وإن كان هذا الدعم لن يشمل وجود قوات أمريكية على الأرض في إسرائيل، وبدلًا من ذلك، ستأتي المساعدة في شكل معلومات استخباراتية ومراقبة واستطلاع. من خلال نشر خبراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) المدربين على تدابير الاستجابة للأزمات في إسرائيل لتقديم المساعدة لقوات الأمن الإسرائيلية التي تعمل على تحديد أماكن الرهائن. ولم تعلن إسرائيل علنا عن عدد الرهائن الذين تم احتجازهم في هجوم حماس المفاجئ عبر الحدود من غزة، لكن المسئولين الإسرائيليين أقروا بأن العدد كبير.

وفي إطار التنسيق الأمريكي الإسرائيلي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن "رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة تشارلز براون تحدث إلى رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هرتسي هاليفي"، وأضافت أنهما ناقشا هجوم حماس والخطوات اللازمة لتعزيز الموقف العسكري الأمريكي في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك يسرع الجيش الأمريكي بعمليات إرسال إمدادات جديدة من الدفاعات الجوية والذخيرة وغيرها من المساعدات الأمنية لإسرائيل لمساعدتها في الرد على هجوم المقاومة الفلسطينية. ولم تقدم الولايات المتحدة بعد تفاصيل عن حجم طلبات إسرائيل للمساعدة الأمنية. لكن مسئول الدفاع الأمريكي قال إن واشنطن تجري اتصالات مع صناعة الدفاع لتسريع الطلبيات الإسرائيلية المعلقة وتنظر في مخزونات الجيش الأمريكي للمساعدة في سد الاحتياجات الإسرائيلية.

في الختام: على صعيد المواقف الدولية، فقد كانت في مجملها داعمة للاحتلال بسبب علاقات إسرائيل الدولية وتشبيك المصالح معها، بينما يأتي الدور الأهم للولايات المتحدة حيث موقف الولايات المتحدة الدائم في مساندة إسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني، وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وإنكار هذا الحق للشعب الخاضع تحت الاحتلال؛ حيث تم توجيه أركان إدارته على مستوى مستشاري الأمن القومي والجيش والاستخبارات للتنسيق مع نظرائهم في الجانب الإسرائيلي لتقديم الدعم المطلوب لإسرائيل والاتفاق على الأهداف المقبلة وكذلك استراتيجية إنهاء هذا التصعيد وكيفية الاستفادة منه لصالح الموقف الاستراتيجي لإسرائيل بالإضافة إلى ذلك، العمل على تكريس استراتيجية الفصل بين الساحات التي تهدف إلى العمل على تحييد موقف إيران ضمن إطار تغيير قاعدة الاشتباك الحالية مع حزب الله أو من داخل سوريا، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بأن إرسال حاملات الطائرات الأولى والثانية يأتي ضمن احتواء التصعيد في هذه الأزمة. والحيلولة دون دخول روسيا في هذا الصراع كطرف داعم لإيران بالتحديد، وبالتالي خشية انتقال الصراع للمستوى الدولي بكل ما يعنيه من أبعاد مختلفة.

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟