المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
حسن قاسم
حسن قاسم

احتجاجات متصاعدة...مقتل مهسا أميني يشعل لهيب ثورة جديدة

الأحد 02/أكتوبر/2022 - 10:51 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

تشهد إيران في الوقت الراهن حالة من الغضب والاحتجاجات العارمة في الشوارع والميادين في ردة فعلٍ على انتهاكات النظام الحالي خاصة بعد مقتل مهسا أميني ذات العشرين عامًا على يد "شرطة الأخلاق".  وفي إطار ذلك التقى وزير خارجية إيران "حسين أمير عبداللهيان" بنظيره العراقي "فؤاد حسين" في الأسبوع الماضي وتناولو الحديث عن عدد من الموضوعات أهمها: احتجاجات الشعب الإيراني على الحكومة الإيرانية، وملف الأنشطة النووية الخاص بإيران وكذلك المبحاثات مع السعودية.

واللافت للإنتباه هو أن أمير عبد اللهيان قد اتهم في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الحكومة الأمريكية بالتدخل في شئون إيران الداخلية، حيث وصف توجه أمريكا بأنه توجه تدخلي في شئون إيران والمنطقة، يهدف إلى إثارة الفوضى والتحريض على أعمال الشغب. وأضاف في هذا الصدد أن التصريحات الأخيرة لمسئولي حكومة بايدن تتعارض مع المطالب المتكررة لديبلوماسيي البيت الأبيض التي تكمن في: ضرورة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة وكذلك إحلال الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وفي الأيام القليلة الماضية احتشد سكان أكثر من 80 محافظة إيرانية في الميادين إحتجاجًا على مقتل مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق الإيرانية" وكذلك احتجاجًا على قوانيين التمييز ضد النساء الإيرانيات، وخاصة فرض الحجاب إجباريًا، حيث انتشرت بعض الفيديوهات على السوشيال ميديا والتي يشعل فيها المتظاهرون النار في الحجاب احتجاجًا على مقتل مهسا أميني التي ألقت شرطة الأخلاق الإيرانية القبض عليها بتهمة عدم ارتداء الحجاب "بطريقة سليمة"، كما أكدت عدد من المصادر المبنية على أقوال شقيقها الذي كان لجانبها يوم أن اعتقلت فضلًا عن أقوال بعض النساء اللاتي احتُجزن رفقتها تعرض مهسا أميني للضرب والتعذيب بعد مقاومتها للشتائم والإهانات التي وجهت لها من قبل عناصر يتبعون شرطة الأخلاق، ورجحت ذات المصادر أنها عانت من نوبة قلبية ودماغية دخلت على إثرها في غيبوبة حتى اليوم الذي أعلنت فيه وكالة أنباء فارس خبر وفاتها في "ظروف غامضة" وذلك بعد يومين من اعتقالها.

 وقد تضامن عدد كبير من الديبلوماسيين الأمريكيين مع احتجاجات الشعب الإيران، كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن بعض العقوبات الأمريكية على التكنولوجيا الرقمية سوف تقل خلال الشهرين القادمين حتى تصبح مواجهة الشعب الإيراني للرقابة الحكومية أكثر سهولة، وفي محاولة لاستمالة جانب الشعب الإيراني، ويأتي السؤال هنا، لماذا تدعم أمريكا والدول الغربية الشعب الإيراني في الوقت الراهن؟ ولماذا هذه المرة، حيث أنها لم تكن المرة الأولى التي يقتل فيها أحد أفراد الشعب الإيراني على يد النظام الإيراني بل كان هناك وقائع مشابه ولكن لم تندد أمريكا آنذاك بتجاوز النظام الإيراني وحكومته مثل هذه المرة، ولعل الإجابة على هذا السؤال تكمن في أن أمريكا والدول الغربية يريدو التخلص من النظام الإيراني الحالي لما يسببه لهم من إزعاج، خاصة وأن إيران طالبت في الفترة الأخيرة من دول خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق على قرار جدي للمضي قدمًا في مشروع النووي الإيراني، في حين أن الإجراءات الحالية والسلوك الذي تتخذه أميريكا ودول الاتفاق ما هو إلى "مساومة" للنظام الإيراني، حيث تعلم هذه الدول جيدًا أن تواجد النووي الإيراني سيشكل خطرًا على المنطقة والعالم أجمع، لذلك من المستبعد الوصول إلى إجراءٍ إيجابي للجانب الإيراني حاليًا وهو ما يعيق تقدم إيران ومشروع التوسع الخاص بها.

وفي الأيام الماضية خرجت مسيرات مناهضة للنظام الملالي وتجاوزاته في كثير من دول العالم تعلن تضامنها مع الشعب الإيراني الذي يقف أمام الظلم والطغيان، حيث وصل عدد المدن المحتجة إلى أكثر من 150 مدينة حول العالم، منها في أوربا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، وكذلك في تركيا، وأندونسيا، وأستراليا، ونيوزولندا، واليابان ودول أخرى كتشيلي والمكسيك.

ومن ناحية أخرى قال وزير خارجية العراق "فؤاد حسين" بأن دولته على استعدادٍ تامٍ لبدء جولة جديدة من المباحثات بين إيران والسعودية. وصرح في هذا الصدد قائلًا: "ستستمر العراق في مساعيها من أجل التوسط بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات مرة أخرى لحالتها الطبيعية ومن ثم إعادة فتح السفارات في البلدين مرة أخرى".

والجدير بالذكر أن المباحثات بين إيران والسعودية قد بدأت في العام الماضي تحت إشراف العراق بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين. ويجدر القول بأن العلاقات الإيرانية السعودية قد انقطعت في عام 2016 بعد هجومٍ على السفارة السعودية في طهران من قبل أتباع الحكومة الإيرانية، ومنذ ذلك الحين انعقدت عدة جولات للمباحثات بين البلدين ولكن توقفت تلك المباحثات بعد جولتها الرابعة بسبب تشكيل حكومة جديدة في العراق، واستأنفت المباحثات مرة أخرى بعد ذلك حيث عقدت الجولة الخامسة منها في 21 إبريل 2022.

ويأتي السؤال هنا، هل ستعود العلاقات الإيرانية السعودية مرة أخرى أم ستصل إلى طريق مسدود؟

وهل سيستطيع الشعب الإيراني الإطاحة بالنظام الملالي أم ستنجح سياسة القمع في القضاء على هذه الاحتجاجات كما اعتاد النظام ذلك، خاصة وأن النظام ذاته قد لجأ إليها مؤخرًا وقامت قواته بإطلاق الرصاص على المتظاهرين في مدينة زاهدان؛ مما أدى إلى إصابة 42 شخص على أقل تقدير، واستخدمت نفس السياسة في مدنٍ أخرى كثيرة كأردبيل وسيستان ومدن أخرى، والجدير بالذكر أن النظام يستخدم كل ما لديه من قوى متمثلة في الجيش والمؤسسات الحكومية التابعة للنظام في محاولة لفض تلك المظاهرات وقمع المتظاهرين، ولكن على ما يبدو أن الوضعية الآن تختلف عما سبق، ويبدو أن العواقب ستكون وخيمة بالنسبة للنظام الملالي.

كل ذلك سيتضح خلال الأيام القليلة القادمة، ولكن يجب الأخذ بالحسبان أنها لم تكن المرة الأولى التي يخرج فيها الشعب الإيراني ضد النظام، ولكن قد يفشل النظام هذه المرة في قمع تلك التظاهرات خاصة بعد دعم أمريكا ومعظم دول العالم للشعب الإيراني والتضامن معه، وتوابع ذلك من التنديد بحقوق التظاهر وحقوق الإنسان وحرية الرأي والفكر.

 

https://cutt.us/QC0Wk

https://cutt.us/zAkYG

https://cutt.us/cUbif

https://cutt.us/Xa4sl

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟