المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

كيف توظف إيران سوريا لنقل النفط إلى لبنان؟

الخميس 09/سبتمبر/2021 - 06:09 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
سيث جيه فرانتزمان- عرض: مرﭬت زكريا

غالبًا ما تتطلع المافيا أو الجماعات المسلحة إلى تحقيق المزيد من الربح والسلطة عن طريق تقديم بعض الخدمات  وتطويع القانون للسماح باستمرار تقديم هذه الخدمة، الأمر الذى من الممكن أن يتضمن إفساد النقابات أو نقل المخدرات في بيئة مافيا تقليدية، وعند الانتقال إلى بيئة الدولة يمكن أن يعني أيضًا وضع دولة نظام شمولي تسعى للشرعية والأرباح فوق احتياجات الطاقة لدولة مجاورة أخرى، ومن هنا، يتضح أن  أن عائلة الأسد في سوريا ، التي لديها الكثير من الخصائص الشبيهة بالمافيا وأصدقاء يشبهون المافيا في إيران وحزب الله، تفعل ذلك الآن في قطاع الطاقة في لبنان.

وفي هذا السياق، توجه وفد لبناني رفيع المستوى إلى سوريا في بداية سبتمبر 2021 بهدف محاولة جعل سوريا معبرا للكهرباء والغاز الطبيعي، وهو الأمر الذى من شأنه أن يساعد في تخفيف أزمات الوقود في لبنان والكارثة المالية التي تعيشها لبنان الآن. ورغم إشارة بعض التقارير إلى أن إرسال الوفد كان محاولة لإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا، لكن يبدو أنها رواية كاذبة، ففي الغالب لأن حزب الله، الذي يسيطر فعليًا على لبنان، حليف للنظام السوري وإيران؛ حيث أرسل حزب الله العديد من المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد خلال الحرب،  ويدير حزب الله السياسة الخارجية اللبنانية في بعض القضايا.

صحيح أن سوريا احتلت لبنان لعدة عقود ولم تنسحب إلا بعد أن اغتال حزب الله رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، ولفترة قصيرة بدا أن المعارضين لحزب الله وسوريا قد يصلون إلى السلطة في ظل تحالف بقيادة سعد الحريري، ابن رفيق. ولمنع ذلك، شن حزب الله حربًا ضد إسرائيل في عام 2006، ثم دبر نزاعًا مع الحريري وحلفائه في عام 2008 حول مطالبة حزب الله بامتلاك شبكة اتصالات خاصة به لدعم دولة داخل دولة.

ومن هنا، دخلت سوريا على خط هذه الأزمة للمشاركة في حلها؛ حيث توجه الوفد اللبناني إلى دمشق برفقة وزير الدفاع المؤقت ووزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر ، لمطالبة سوريا بتمكين الغاز الطبيعي المصري من الدخول من الأردن، وهو ما رحبت به سوريا لأنه سيجعلها وسيطًا للبنان، ويمنح دمشق الشرعية والفاعلية، الأمر الذى من شأنه تحويل دمشق من دولة منبوذة إلى مساعدة لبنان على حل أزمته، وهى الفرصة التى يرغب بها النظام السورى منذ سنوات.

وأشار تقرير وكالة أسوشييتد برس إلى أن إيران رحبت بذلك أيضًا  في محاولة منها لاختبار للعقوبات الأمريكية ضد طهران ودمشق، وبحسب تقرير لوكالة انباء رويترز تجري الولايات المتحدة الأمريكية محادثات مع مصر والأردن بشأن خطة لتخفيف أزمة الكهرباء في لبنان. وقالت الرئاسة اللبنانية إن الأمر يتعلق باستخدام الغاز المصري لتوليد الكهرباء في الأردن التي ستنقل عبر سوريا الخاضعة للعقوبات الأمريكية بما في ذلك ما يسمى بقانون قيصر.

وهذا يعني أن سوريا تقول بشكل أساسي للولايات المتحدة إما أنها ستسهل وصول البنزين الإيراني إلى لبنان أو تسعى للحصول على دعم أمريكي لمعارضة العقوبات الأمريكية، لتمكين سوريا من جلب الغاز والكهرباء من الأردن ومصر ، وتمكين النظام السوري. وفي هذا السياق، كانت مصر تلمح إلى أنها تريد إعادة سوريا إلى محيطها العربي. إضافة إلى ذلك، فإن دول الخليج والأردن والعراق تريد سوريا مستقرة، كما أنها وضعت أفكارًا لزيادة دور دمشق في الجامعة العربية والترحيب بها مرة أخرى في المعسكر العربي، ولكن يتم ذلك بعد أن  تم تهميش بسبب الحرب وعمل مع العديد من الجماعات المتمردة.

لكن اليوم، لا توجد شهية لمزيد من التمرد؛ حيث ترغب كافة الأنظمة في تحقيق مزيدمن الأمن  والاستقرار، لكن يبدو أن النظام السورى المدعوم من روسيا يريد التجارة والشرعية والمال، لأنه يعلم جيدًا أن الاعتماد على إيران أشبه بالفقير الذي يعتمد على فقير آخر، لأن إيران تخضع للعقوبات هي الأخرى. وعليه، تريد سوريا الشرعية التي تأتي من التوسط في صفقة مع مصر والأردن ولبنان بدعم أمريكي هادئ أو ضمني. هذه هي العصا السحرية حول العقوبات الأمريكية. ويمكن للغاز الإيراني أن يتدفق كذلك لمساعدة حزب الله، الأمر الذى من شأنه أن يمكن الكل من الفوز حزب الله وإيران، ومصر والأردن، والعراق أيضًا.

وفي هذا السياق، تشعر وسائل الإعلام الإقليمية أن هناك شيئًا ما على قدم وساق؛ حيث  أشار ت الجرائد الكويتية إلى أن هذه كانت أول زيارة لبنانية من هذا النوع منذ 2011تهدف إلى تحقيق أمريين أساسيين يتمثلان في  استيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، ومنح بعض الشعور بالفوز لحزب الله وفرصة للرئيس ميشال عون فيما يتعلق بتقوية موقفه السياسي على أساس علاقته وانفتاحه على سوريا .

SETH J. FRANTZMAN, Damascus positions itself as energy mafia for Lebanon, Jerusalem Post, available at https://m.jpost.com/middle-east/damascus-positions-itself-as-energy-mafia-for-lebanon-678756/amp?s=07&fbclid=IwAR1JhrgOV0UAXJlahGou2w7gwObcdEeoycfzvgfKpKlEF4KmWv8inVuXCwo#click=https://t.co/gmGrlszZt5

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟