المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مصطفى صلاح
مصطفى صلاح

مسارات التهدئة: تمديد الهدنة واتجاهات الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة

الإثنين 04/ديسمبر/2023 - 10:26 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

أعلن جيش إسرائيل عن شروط وآليات تمديد هدنة الأيام الأربعة في قطاع غزة، والتي انتهت في 27 نوفمبر 2023 على قاعدة واحد مقابل ثلاثة، للإفراج المتبادل عن المحتجزين والأسرى، بالإضافة إلى وقف العمليات العسكرية مؤقتًا، وينص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج عن 50 رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا على مدار الأيام الأربعة لهذه الهدنة القابلة للتجديد. كما أنه وقبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ، ضمّنت قائمة نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية، أسماء 300 معتقل فلسطيني موجودين في سجون إسرائيلية، في إشارة إلى أن صفقة تبادل الأسرى قد تتجاوز 150 فلسطينيًا.

وكشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أن تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس سيسمح بإطلاق سراح ما لا يقل عن 20 من الرهائن الإسرائيليين، بمعدل 10 في كل يوم، بالإضافة إلى الـ50 الذين تم الاتفاق عليهم في الهدنة نفسها. وأن إسرائيل ستطلق سراح 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة إضافي يتم إطلاق سراحه، كما فعلت بموجب الاتفاق الأساسي. كما سيسمح تمديد الهدنة أيضًا بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة. وتجب الإشارة هنا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح 50 أسير ووقف القتال للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي بيان صادر عن حماس، تم تقديم المزيد من التفاصيل حول الكيفية التي قد يبدو بها هذا التوقف على الأرض في غزة؛ حيث تتوقف جميع أنشطة الطائرات بدون طيار والطائرات الإسرائيلية لمدة أربعة أيام في جنوب القطاع، كما تقول حماس. أما في الشمال، سيتوقف نشاط الطيران الإسرائيلي جزئيًا خلال الهدنة. ومن المتوقع أن تبقى القوات والدبابات الإسرائيلية في مواقعها داخل القطاع طوال فترة الهدنة، وخلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، وضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين، وأضاف بيان حماس أن القوات الإسرائيلية لن تهاجم أو تعتقل أي شخص. كما سيسمح الاتفاق أيضًا لـ 200 شاحنة محملة بالمساعدات وأربع صهاريج وقود وأربع شاحنات تحمل الغاز بدخول غزة عبر معبر رفح المصري في كل يوم من الأيام الأربعة.

مسارات جديدة

من المحتمل أن تكون الحملة العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة في مراحلها النهائية. فالهدنة، التي تم التوصل إليها للسماح بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، سوف تؤخر عمليات الجيش الإسرائيلي لمدة تتراوح بين أربعة إلى تسعة أيام، اعتمادًا على عدد الرهائن الذين تقرر حماس إطلاق سراحهم. وأنه عندما ينتهي ذلك، يتوقع الخبراء الإسرائيليون أن تُستأنف معركة السيطرة على مدينة غزة والتي يمكن أن تستمر من أسبوع إلى عشرة أيام أخرى.

في حين، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على حماس، غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على حماس. ومن شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الرهائن التي تعيدهم حركة حماس - وهناك ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل للقيام بذلك - لكنه يمنح الحركة هامشًا أكبر لإعادة جمع صفوفها والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال، وينظر البعض إلى أن حماس كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة وأن تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الاتفاق يزيد أيضًا من الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي الذي سيتراجع تأييده لمعاودة قصف غزة مع ما ينجم عن ذلك من أزمة انسانية. بجانب ذلك فإن الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الرهائن.

اتجاهات التغير

أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن وجود فرص حقيقية" لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، قائلًا إن الوقت حان للعمل على إحياء حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. في حين قال المسؤول في حماس طاهر النونو إن الحركة الإسلامية جاهزة للبحث بشكل جدّي للتوصل إلى صفقات جديدة.

يجب ألا يكون الهدف الآن هدنة لأيام أو لسنوات، بل السعي للسلام وحل الدولتين وإنهاء هذا الصراع المدمر الدامي، وقطع الطريق على تجار الحروب والقضية من الدول الإقليمية، وقطع الطريق على متطرفي إسرائيل، وعلى رأسهم نتنياهو.

وتحدث عن ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام، وكذلك الأوروبيون، وبعضهم يسعى الآن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا مسار يجب ألا يتوقف، وبموازاته مسار الدفع لعملية السلام. فليست المنطقة وحدها المستعدة للسلام، بل حتى أهل غزة. ومن ثم، لا يمكن أن يكون ثمن مقتل قرابة 15 ألفًا بغزة، وجلهم نساء وأطفال، مجرد هدنة لأيام، بل يجب أن تكون نقطة انطلاق للعملية السياسية من أجل الوصول لحل الدولتين وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. فقد حان الوقت الآن لتقديم مبادرة غير مسبوقة، وفق إطار زمني، للوصول لحل الدولتين، وتضطلع بها الدول العربية وتسريع عجلة السلام.

ولكن ماذا يحدث عندما يحول الجيش الإسرائيلي انتباهه إلى جنوب قطاع غزة، كما أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوة، خاصة وأن إسرائيل تعهدت بتدمير حركة حماس أينما وجدت. ويفترض أن أهم قادة المجموعة، يحيى السنوار ومحمد ضيف، موجودان في مكان ما في الجنوب، إلى جانب آلاف المقاتلين، وربما عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين. وأنه في حال قررت إسرائيل أن تفعل بالجنوب ما فعلته بالشمال، فهل ستبدأ النوايا الحسنة للغربيين، وخاصة الأمريكيين، في التلاشي.

في الختام: اتفقت إسرائيل وحركة حماس، على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة ليوم إضافي، وسط خلافات بين الطرفين بشأن الأسرى الأحياء تهدد باستئناف الحرب، فيما طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بـتقليص منطقة القتال في أي هجوم على جنوب غزة. في حين شكّلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس اختبارًا للمواقف، وفيما نجحت الهدنة المؤقتة في إرساء تهدئة بعد نحو شهر ونصف من الحرب والقصف والمعارك، ترتقب مفاعيلها على مواقف الأطراف لإرساء هدنة طويلة الأمد، باعتبار أن إطالة الهدنة ستزيد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب بالكامل. والعمل على وجود اتفاق بين كل من حماس وإسرائيل حول مسألة الهدن المتتالية، ومناقشة مسارات ما بعد الهدنة، بجانب البحث في مسألة وجود صفقة جديدة تشمل العسكريين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، ومناقشة مستقبل غزة ما بعد الحرب خاصة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تُعد عقبة في طريق إحلال السلام. وبرغم ذلك في المقابل، وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها طلبت من مقاتليها "البقاء على جاهزية قتالية عالية في الساعات الأخيرة من التهدئة تحسبًا لتجدد القتال، مؤكدة البقاء على هذه الجاهزية إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق دائم حول وقف الحرب بصورة دائمة.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟