المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مصطفى صلاح
مصطفى صلاح

مسارات التعاون: مجالات الشراكة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص

الأربعاء 20/أكتوبر/2021 - 02:17 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

انطلقت فعاليات القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص في جولتها التاسعة بأثينا، وذلك في إطار آلية التعاون الثلاثي بين الثلاث دول التي انطلقت عام 2014؛ حيث شهدت اليونان في 19 أكتوبر 2021 القمة الرئاسية التي من شأنها أن تتضمن مجموعة من القضايا والمجالات محل الاهتمام المشترك بينهم، وشهدت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أعمال القمة الثلاثية التي انطلقت بين مصر وقبرص واليونان، بمشاركة رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس ويسعى القادة الثلاثة إلى تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى دعم وتعميق التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط، وتعتبر هذه القمة بمثابة تأكيدًا على حجم التفاهمات والرغبة في التعاون الثلاثي لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز التعاون.

استمرارية التعاون

استضافت القاهرة القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص لأول مرة في نوفمبر عام 2014، وأكد خلالها الزعماء الثلاثة المبادئ العامة لهذه المشاركة الثلاثية التي تضمنت احترام القانون الدولي والأهداف والمبادئ التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة. وشدد البيان الختامي على أن عدم حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي سيكون من أكبر الأخطار التي تواجه المنطقة على المدى الطويل.

- القمة الثانية في قبرص فشهدت عدة محاور منها عملية ترسيم الحدود البحرية في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط، وكذلك سبل تنشيط السياحة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى سبل مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية وملف الإرهاب.

- القمة الثالثة في أثينا وناقشت ترسيم الحدود الدولية علي أساس القانون الدولي، واستغلال إمكانات هذا الموقع المحوري في مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.

- القمة الرابعة في القاهرة وحددت آليه تعزيز التعاون الاقتصادي والاستقرار والسلام بالمنطقة ومناقشة أزمة المهاجرين، وحماية البيئة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بينهم.

- القمة الخامسة نيقوسيا وشهدت القمة مناقشة العديد من التحديات التي تواجهها الدول الثلاث في البحر المتوسط، كما تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بينها.

- القمة السادسة في اليونان: واتفقت الدول الثلاث على إنشاء سكرتارية تنفيذية للآلية مقرها قبرص لتنسيق ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها، كما توافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط يكون مقره القاهرة. بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بمجالات التأمينات الاجتماعية، والتعاون الجمركي الفني، والتعليم، والمشروعات الصغيرة، وريادة الأعمال، والاستثمار.

- القمة السابعة في القاهرة وتضمنت أهمية تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وطالبوا المجتمع الدولي ممثلًا في الأمم المتحدة باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الجماعات الإرهابية، ومساءلة ممولي تلك الجماعات. كما أعرب الزعماء الثلاثة عن قلقهم بسبب الوضع في ليبيا، وأكدوا  أن التسوية السياسية هي الحل الأمثل للأزمة، كما أدانوا العملية العسكرية التركية التي انطلقت في سوريا وقتها، بالإضافة إلى إبداء قلقهم تجاه التصعيد التركي بالبحر المتوسط.

-القمة الثامنة في قبرص وناقشت سياق دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، وتعزيز التشاور السياسي وتبادل الرؤى حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي شرق المتوسط، والشرق الأوسط. كما كانت تهدف إلى البناء على ما تحقق خلال القمم السبع السابقة، وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون، ومتابعة المشروعات المشتركة الجاري تنفيذها في إطار الآلية الثلاثية. وتم الاتفاق على تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الإستراتيجي بين الدول الثلاث قائمة على الأهداف التنموية المشتركة.

مجالات التعاون الثلاثي

وقعت مصر اتفاقيتين متتابعتين للربط الكهربائي الأولى مع اليونان والثانية مع قبرص؛ حيث وقع وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، مذكرة تفاهم بين وزارته ووزارة الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص، لدراسة إنشاء مشروع الربط الكهربائي بين البلدين. وتهدف مذكرة التفاهم إلى إنشاء شبكة ربط مباشر لتبادل الكهرباء بين البلدين لتحسين أمن الأمداد بالطاقة، وإنشاء خطوط لنقل كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة.

وتمثل هذه الخطوة حسب بيان لوزارة الكهرباء المصرية تسريعًا بتطوير ممر الطاقة من خلال زيادة إمدادات الطاقة الكهربائية لكل من مصر وقبرص مع تحقيق التوازن في الطلب على الطاقة. كما يمثل الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط آليه للعمل على استيعاب القدرات الكهربائية الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقات النظيفة التي تزخر بها القارة الإفريقية.

وتأتي مذكرة التفاهم بين مصر وقبرص، بعد أيام قليلة من توقيع اتفاقية مماثلة مع اليونان لإنشاء مشروع ربط كهربائي، عن طريق كابل بحري يوفر ربطًا مباشرًا لتبادل الكهرباء بينهما ويمتد إلى السوق الموحد للاتحاد الأوروبي.

وأكد الزعماء الثلاثة على تعزيز التعاون في المشروعات القائمة والمقترحة للتعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي في قطاعات الطاقة، والغاز، والكهرباء، والسياحة، والنقل، والزراعة وغيرها، مع التأكيد على وجود آفاق واعدة لتعزيز روابط التعاون بين الدول الثلاث في عدد آخر من القطاعات الحيوية كالبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي.

القضايا الإقليمية والدولية

شهدت القمة الثلاثية التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها ملف الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط، بما يتطلب تحقيقه من ضرورة احترام وحدة وسيادة دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فضلاً عن مراعاة مقتضيات الأمن البحري لكل دولة كونه جزءاً من الأمن الإقليمي.

كما تم التأكيد على أهمية التبادل الدوري والمنتظم للرأي والتنسيق الوثيق للمواقف إزاء عدد من القضايا التي ترتبط باستقرار المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والملف الليبي والوضع في سوريا وسبل دعم لبنان. بالإضافة إلى ذلك استعراض التطورات المتعلقة بسد النهضة، حيث شدد السيد الرئيس على ما توليه مصر من أولوية قصوى لمسألة الأمن المائي وحقوق مصر في مياه نهر النيل، باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل كافة الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد ملء، وتشغيل سد النهضة، خاصةً في ظل البيان الرئيسي الأخير الصادر في هذا الصدد عن مجلس الأمن الدولي، ومن ناحية أخرى أكد كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، أن بلاده تتشارك وجهات النظر مع مصر وقبرص حول إدانة انتهاكات تركيا في شرق المتوسط.

من جانب آخر تم التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا دون تأجيل لأن ذلك يمثل خطوة كبيرة نحو الاستقرار، كما أكدت الأطراف الثلاثة على ضرورة تقديم مختلف سبل الدعم للتحول الديمقراطي هناك، وضمن سياق آخر شددت الدول الثلاث على دعمهم للاستقرار في الأراضي الأفغانية.

في الختام، تمثل هذه القمة استمرارًا للجهود الخاصة بالثلاثة دول لتعزيز التعاون في المجالات الداخلية والإقليمية والدولية والتي تتسم بالاستمرارية منذ عام 2014 وحتى الآن، وقد ساهمت هذه القمم الدورية التي تنعقد سنويًا في تعزيز التفاهمات المشتركة حول سبل التعامل مع القضايا التي تقع ضمن اهتماماتهم، وتنسيق الجهود لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذا التقارب، والذي فتح الباب أمام تعزيز فرص التعاون كنقطة انطلاق نحو التعامل مع هذه الملفات.


إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟