المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
أحمد حمادى
أحمد حمادى

الأهمية الإستراتيجية لقاعدة 3 يوليو البحرية

الخميس 19/أغسطس/2021 - 01:33 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

أصدر فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيهاته بإنشاء قاعدة 3 يوليو البحرية حيث حرصت القيادة السياسية علي إضافة قاعدة عسكرية جديدة إلى منظومة قواعدها العسكرية التي تم إنشائها في عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لحماية كافة إتجاهاتها الإستراتيجية، لتمثل هذه القواعد العسكرية نقاط ارتكاز جديدة للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط، ولمجابهة أي تحديات ومخاطر بالمنطقة، وتتمثل أهمية القاعدة في موقعها حيث تقع قاعدة 3 يوليو في منطقة جرجوب بمحافظة مطروح، في أقصى شمال غرب مصر بالقرب من الحدود مع ليبيا، وهو ما يكسبها أهمية استراتيجية علي الإتجاه الإستراتيجي الشمالي والغربي.

فهي تمتد على إمتداد ساحل البحر المتوسط ومساحتها تزيد عن 10 ملايين متر مربع حيث تتضمن 74 منشآة بالإضافة إلى مهبط طائرات وتضم عدد من ميادين التدريب ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات  كما تضم رصيف حربى بطول 1000 متر وعمق 14 مترا وتضم أيضاً عدد من الأرصفة التجارية بطول 2200 متر وعمق 17 مترا وتشمل برج لمراقبة الميناء بإرتفاع 29 مترا وتحتوى على حاجزين للأمواج بطول 3650 مترا  بالإضافة إلي ذلك تحتوى على فندق بمساحة 6300 متر مربع وقاعة مؤتمرات تتسع لعدد 700 زائر وتتضمن مجمع  للأنشطة الرياضية ومسرح مكشوف

ويظهر في مضمون جوهر وثيقة إنشاء قاعدة "3  يوليو" التي نصت علي أنها تأتي "من منطلق المسئولية نحو تعزيز القوة الشاملة للدولة، وتعظيم القدرات المصرية في كافة المجالات والقطاعات
وفي مقدمتها القوات المسلحة ودورها في حماية مقدرات الدولة واستكمالاً لمسيرة تعزيز ركائز الأمن القومي المصري في كافة الاتجاهات الاستراتيجية"، وصدرت الوثيقة باسم "شعب مصر العظيم" ووقعها رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتحمل هذه القاعدة للعالم رسالة واضحة بحماية الأمن القومي المصري والعربي على حد سواء،

وظهر ذلك خلال حفل افتتاح القاعدة الذي حضره فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، حيث يرى خبراء عسكريون أن القاعدة، إلى جانب الأهداف المباشرة التي أنشأت لأجلها، فإنها تحمل بين طياتها هدفا يتمثل في حماية الأمن القومي المصري شمالاً وغرباً، ودعم أمن واستقرار الدولة الليبية الشقيقه، وتختص القاعدة بتأمين البلاد في الاتجاهين الشمالي والغربي، وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي.

حيث تخدم القاعدة الجديدة الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الغربي، وتهدف إلى حماية المياه الإقليمية المصرية، وحماية التجارة العالمية التي تمر من الممر البحري بهذه المنطقة، إضافة إلى حماية المنطقة من كافة الأضرار المترتبة على الهجرة غير الشرعية أو التهريب، ولحماية المشاريع التي ستتم في منطقة المياه الإقليمية من كافة الأطماع الإقليمية والدولية، حيث تضم القاعدة 70 وحدة بحرية، و47 وحدة كما تضم قاعدة "3 يوليو" 47 قطعة بحرية جديدة وحديثة وفق أعلى المواصفات العالمية (2 فرقاطة طراز برجمينى-  فرقاطة جويند - غواصة 209/144 – 10 لنشات مرور ساحلي طويل المدى - 4 لنشات مرور ساحلي 28 متراً- 28 ريب قتالي مدرع للقوات الخاصة - لنش قاطرة)، جديدة لمجابهة التهديدات المحتملة المستقبلية في منطقة ساحل البحر الأبيض، وكذلك لتعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية وعمليات التهريب عبر البحار، فهذه القاعدة البحرية الجديدة تمثل نقلة لوجستية كبيرة لمصر وفي توقيت مهم لردع كافة التهديدات والتحديات.

كما تزايد اهتمام القيادة السياسية والعسكرية لمصر في السنوات الأخيرة بالقطاع الغربي، وذلك ما تزايد التهديدات على حدودها الغربية، بسبب الأوضاع في ليبيا، والتي شهدت نشاطا ملحوظا في السنوات السابقة للجماعات الإرهابية وتفكك الحالة الأمنية، والتي سعت لاختراق الحدود وتنفيذ عمليات في الداخل المصري، كما شهدت وجودا لقوات أجنبية سعت لبناء نفوذ في ليبيا، وأبرزها تركيا. وافتتح الرئيس المصري قبل عدة سنوات قاعدة محمد نجيب العسكرية، شمال غرب البلاد، والتي تعد الأكبر في مصر والمنطقة، ضمن سعي الدولة المصرية لحماية حدودها الغربية والشمالية.

عمدت مصر إلى تطوير وتحديث القوات البحرية بشكل غير مسبوق لذلك أنشئت القاعدة البحرية طبقا لأحدث كود إنشاء القواعد العسكرية البحرية في العالم، وهي بدورها تستهدف تأمين الاتجاه الاستراتيجي الشمالي على البحر المتوسط، والاتجاه الغربي باتجاه ليبيا، كما تعمل القاعدة الجديدة على حماية وتأمين الإمكانات الاقتصادية في شرق المتوسط مع ظهور واكتشافات الغاز، علاوة على أهميتها في منع التسلل والهجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا.

حرصت القيادة السياسية والعسكرية علي دعم قواتها البحرية في الفترة الاخيرة بأسلحة جديدة بحاملتي طائرات (ميسترال)، والقطع البحرية الجديدة وزوارق المراقبة، وأحدث 4 غواصات والفرقاطات البحرية من فرنسا وإيطاليا، مدت القيادة المصرية، سلاح البحرية، بأحدث منظومات التسلح العالمية ومن مصادر تسليح مختلفة، وخلال السنوات القليلة الماضية، دعمت مصر، سلاح البحرية، بفرقاطة فرنسية من طراز "FREMM - تحيا مصر" لدعم أسطول الفرقاطات المصرية في البحرين الأبيض والأحمر، وحاملات المروحيات الفرنسية من طراز ميسترال، التي تمثل قوة كبيرة متعددة القدرات في المنظومة القتالية.

في إطار برنامج التحديث الشامل، حيث تعد قاعدة "3 يوليو" أكبر قاعدة بحرية مصرية على مساحة 10 ملايين متر مربع، ضمن 5 قواعد بحرية جديدة، تشكل مراكز انطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة أى تحديات ومخاطر قد تتواجد بالمنطقة، حيث تضطلع بدور رئيسي في عملية تأمين مقدرات مصر الاقتصادية في البحر المتوسط في منطقة من أهم المناطق الاستراتيجية على مستوى العالم، وكذلك مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية، كما اقتنت البحرية المصرية الفرقاطة الشبحية "جوويند - Gowind-2500"، وهي صفقة حديثة وقعتها مع الجانب الفرنسي.

كما زودت القيادة المصرية، سلاح البحرية، بفرقاطتين إيطاليتين من طراز "فریم بيرجامینی"، هما "الجلالة" و"برنيس"، وجرى تسليح البحرية بالغواصات الألمانية طراز 209/ 1400، وهى تعد الأحدث والأكثر تطورًا في عالم الغواصات، بالإضافة إلى عدد من لنشات الصواريخ المتطورة، وعدد آخر من السفن القتالية من كوريا الجنوبية ويعكس هذا التشكيل العسكر البحري عملية هندسية تغطي أربعة متطلبات رئيسية تنسجم والهدف من إنشاء القاعدة بشكل عام (العملياتية – اللوجستية – البنيوية- التدريبية)، وأن تكون البحرية المصرية موجودة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب بالقدرات العسكرية والكفاءات المطلوبة، بالإضافة إلى أن بعض هذه القطع البحرية لا تمتلكها الدول لمجرد حاجتها إلى اقتنائها، كما أن الدول التي تنتجها لا تمنحها إلا في إطار من الثقة في الدولة التي  ستحصل عليها وبالتبعية مدى تأهيل قوتها البحرية العسكرية.


إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟