المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

كيف يمكن لبايدن استعادة التحالفات الأميركية بنجاح؟

الأحد 02/مايو/2021 - 02:33 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
كتب: أحمد تشاري... ترجمة: أحمد سامي عبد الفتاح

يشكل انتخاب جو بايدن لحظة فريدة من نوعها بالنسبة بالنسبة للولايات المتحدة والعديد من دول العالم. داخل بلاده، يمثل الرئيس جو بايدن الرد المضاد للقوى المتمردة المناهضة للمؤسسة التي أطلقها ويقودها دونالد ترامب. فمن ناحية، جاءت تلك القوى بالمشاكل المهمشة ودفعتها نحو العمق لدرجة أنها أصبحت محورية ولا يمكن تجاهلها. وقد كشفت الحركة التي يقودها ترامب عن وباء قومي يتطلب تضامنا وطنيا من أجل هزيمته. كما جلبت هذه الحركة حديثا أكثر وضوحا حول سياسات الهجرة، لكنها ترامب وحركته قد تبنوا خطابا نقديا حادا.

ومن ناحية أخرى، ضخ نهج ترامب التشدد والألم في الخطاب. كما شكل تهديدا قويا للمؤسسات الأمريكية. وقد اتضح ذلك بوضوح في الهجمات التي شنها مؤيدو الرئيس على مبنى الكونجرس من أجل تعطيل الإجراءات القانونية لتنصيب بايدن. ومما لا شك فيه أن 6 يناير كان وصمة عار على هذه الأمة التي تنظر إلى نفسها، ولا يزال العديدون غيرهم ينظرون إليها على أنها حامل لواء للديمقراطية.

 يحاول بايدن تقديم نفسه على أنه حامل لواء الديمقراطية والوحدة الوطنية من خلال التأكيد على سياسة الدمج الكلي للمواطنين وعدم إفساح المجال أمام سياسات الانتقام وتصفية الحسابات.

حصل ترامب على ما يقرب من 75 مليون صوت، أي أكثر من أي مرشح في التاريخ. إن العديد من مؤيدي ترامب لديهم مظالم مشروعة مع النخب الساحلية وسياسات العولمة التي أثرت على الأعمال التجارية للكثيرين، فضلا عن سياسات الهجرة التي أثرت على القاعدة الصناعية الأمريكية بالسلب.  

وفي الوقت نفسه، قد تكون شخصية ترامب فريدة من نوعها، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة، لكن إدارته السياسية ليست كذلك. وقد شهدت العديد من الدول الغربية – وبعض الدول غير الغربية أيضاً – طفرة شعبوية بسبب سياسات ترامب الداخلية والخارجية. وفي بعض الحالات، مثل بولندا، تزايد وجود الأحزاب اليمينية. وفي بلدان أخرى، لا سيما اليونان، ازداد وجود الأحزاب اليسارية الشعبوية.

                إن ما يعادلهم في الشرق الأوسط هو الرئيس التركي الإمبريالي الجديد رجب طيب أردوغان  وراشد الغنوشي الذي يعتمد على الشعوبية من أجل تثبيت أركان حركته في الحكم. وكانت إخفاقات السياسة الخارجية، وفي مقدمتها التشابكات الأميركية التي دامت عقوداً في العراق وأفغانستان، حاسمة في صعود هذه الشعوبية. إن إرثهم يجعل من الأهمية بمكان أن يجد بايدن موطئ قدم له في السياسة الخارجية.

وفي هذا المجال، كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى، أثبت ترامب أنه قوة معطلة. فقد انسحب من الاتفاقات المتعددة الأطراف، وتشاجر علناً مع الحلفاء، واستخف بدور الخدمة المدنية في الداخل والخارج. ولكن على كل ذلك، تمتعت إدارته ببعض النجاحات الملحوظة التي سيكون من الحكمة أن يبني عليها بايدن.

بشكل رئيسي، وفي مقابل عقود من العلاقات المتوترة، وقعت خمس دول عربية معاهدات مع اسرائيل من أجل تمثيل دبلوماسي مشترك. لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل اتخذت أيضا خطوات ذات مغزى نحو المشاركة المستمرة بين الشعوب مع الشعب الإسرائيلي، مما يبشر بإمكانية تحقيق سلام حقيقي ودافئ.

وهذا الاتجاه الذي نرحب به يعود الفضل فيه إلى القيادة الابتكارية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما لعبت العلاقات التاريخية بين المغرب واليهود دورا مهما في تسهيل توقيع الإتفاقية بين الطرفين.

وفي صوت واضح ومرن، أعلن بايدن أن "أميركا عادت" و"عادت الدبلوماسية"، وقدم العديد من الالتزامات. وأكد أن الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان هما من المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية.

فقد تبنى وجهة النظر العريقة بأن السياسة الخارجية هي الأكثر فعالية عندما تكون تحالفات أميركا في أقوى حالاتها. وقد تبنى مبدأ أن الاتساق والموثوقية غاية قيّمة في حد ذاتهما. وهذه النقاط مبتذلة ومشجعة في آن واحد. ويرحب العديد من أصدقاء أميركا في الخارج بتجديد التزام الولايات المتحدة بالتحالفات والخدمة كضامن ثابت للنظام الليبرالي الدولي.

ولكن عندما يجد صناع القرار السياسي الأميركيون تعارضاً بين هذه المبادئ والقرارات الرئيسية التي اتخذتها الإدارة السابقة في مجال السياسة الخارجية، فإنهم سوف يواجهون أيضاً معضلة.

يمثل Covid-19 تحديًا فريدًا، وكما يوضح التطور الأمريكي للقاحات فريدة من نوعها، فإن ذلك يعكس سلوكا فريدًا لتقليد البلاد كمنارة أمل. و تشكل التوسعية الصينية والوحشية الاستبدادية – الفظائع المستمرة ضد الأويغور تتبادر إلى الذهن –تهديداً متصاعدا للحالة الديمقراطية على مستوى العالم.

آمل وأثق بأن إدارة بايدن سوف تجدد وتعيد الدور الأساسي الذي تلعبه الولايات المتحدة لصالح حلفائها، من أوروبا إلى الشرق الأوسط إلى آسيا.

Ahmed Chari. (2021). How Biden can successfully restore Americas alliances. The National Interest. Accessed on https://nationalinterest.org/feature/how-biden-can-successfully-restore-america%E2%80%99s-alliances-177711

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟