المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

معالجة الخطاب الصحفي للعلاقات المصرية الأفريقية

الثلاثاء 14/يناير/2020 - 07:48 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. مهيرة عماد السباعي - عرض: د. شريف درويش اللبان

قامت مصر بدور تاريخي على مستوى القارة الأفريقية من أجل تحرير الدول الأفريقية من الاستعمار وتوحيد جهودها لتحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات من خلال تأسيس "منظمة الوحدة الأفريقية"؛ حيث كانت مصر إحدى الدول المؤسسة للمنظمة عام 1963. واستمرت مصر في أداء هذا الدور المهم منذ الخمسينيات وحتى الآن، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رمزًا للنضال والتحرر الوطني في أفريقيا وشتى الدول التي رزحت تحت نيْر الاستعمار، وتعد مصر من أولى الدول الموقعة والمصدقة على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وتولت مصر رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية في الأعوام 1964 و1989 و1993، كما استضافت مصر الدورة العادية الـحادية عشرة لمؤتمر الاتحاد الأفريقي في شرم الشيخ في يونيو/يوليو 2008.

وسعت مصر منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير الماضي إلى تبني دورٍ فاعل ونشط في مختلف آليات العمل الأفريقي المشترك؛ حيث تم تعظيم الدور المصري في أفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي انعكس في القيام بعديدٍ من الزيارات واستقبال المسئولين الأفارقة في مصر، وما شهدته تلك الزيارات من توقيع عديدٍ من الاتفاقات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية بهدف دعم التعاون الاقتصادي، كما حرصت مصر أيضًا على تنشيط التعاون الفني مع الدول الأفريقية من خلال الدور المحوري للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، في نقل الخبرات وبناء الكوادر من خلال الدورات التدريبية التي تقدمها للدول الأفريقية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والمنح للأشقاء الأفارقة، وآخرها المساعدات التي أرسلتها مصر إلى دولة جيبوتي بعدما اجتاحتها السيول في ديسمبر الحالي.

 وفيما يتعلق بنشاط مصر على مستوى القارة، فقد استضافت مصر عدة فعاليات أفريقية مهمة كالقمة الثلاثية لتجمعات الكوميسا والسادك وشرق أفريقيا عام 2015، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة بين التجمعات الاقتصادية الثلاثة، واستضافة الدورة السابعة لملتقى وسطاء ومبعوثي السلام في أفريقيا عام 2016، لمناقشة سبل تحقيق السلم والأمن في القارة، بالإضافة إلى عقد منتدى الاستثمار في أفريقيا لأعوام 2016 و2017 و2018.

وقد انعكست جهود مصر في أفريقيا وحرصها على تحقيق التنمية في القارة، في تسلم السيد رئيس جمهورية منصب منسق لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ CAHOSCC خلال الفترة من 2015 إلى 2017. كما تعد مصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية  AfCFTA، خلال القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي في كيجالي يوم 21 مارس 2018، وذلك من أجل خلق فرص عمل التي من شأنها أن ترتقي بمستوى معيشة مواطني القارة..

وقد تم تتويج اهتمام مصر بالقارة الافريقية برئاستها للاتحاد الافريقي يوم الاحد في العاشر من شهر فبراير عام 2019، حيث وضعت الدولة المصرية استراتيجية واضحة للتعامل مع أزمات القارة الافريقية خلال رئاستها للاتحاد الافريقى، والتى تعتزم خلالها مصر التركيز على الأولويات التى تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الإفريقى وأولويات العمل المتفق عليها بالفعل فى إطار الاتحاد، ومن أهمها أجندة 2063.

كما وضعت مصر مجموعة من الأولويات فى عديدٍ من المجالات، من بينها "السلم والأمن"، إذ تعمل على تأسيس وإطلاق مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية، ما بعد النزاعات فى مصر عام 2019، ودعم جهود الاتحاد الإفريقى فى استكمال منظومة السلم والأمن وإصلاح مجلس السلم والأمن الإفريقى، وتعزيز التعاون القارى لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكرى.

وتعد من أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال السعى لتوفير فرص العمل الكريم، وتعظيم العائد من الشباب الإفريقى، وتطوير منظومة التصنيع الإفريقية، وتطوير المنظومة الزراعية الإفريقية والتوسع فى مشروعات الثروة السمكية، بما يسهم فى تحقيق الأمن الغذائى.كما تضع مصر ضمن أولوياتها مواصلة عملية الإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد وتعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية الإقليمية، بالإضافة إلى تطوير نظام متكامل لتقييم الأداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية.

وقد قامت وزارة الخارجية بتدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت عنوان "رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي – Egypt’s Chairmanship of the African Union"، وذلك بهدف تيسير مُتابعة كافة الأنشطة والفعاليات المصرية ذات الصلة بعام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي للعام 2019 باللغتين الفرنسية والانجليزية فضلاً عن اللغة العربية. وأطلقت وزارة الخارجية حملة إعلامية تفاعلية حول الاتحاد الأفريقي على الصفحة المُشار إليها، بهدف تعزيز معرفة مُتابعيها بالمعلومات الأساسية حول الاتحاد الأفريقي.

وبناء علي ما سبق، وانطلاقاً من أهمية الموضوع علي النطاق القومي والاقليمي، سعت الدراسة المهمة التي أجرتها د. مهيرة عماد السباعي مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف الي رصد  خطاب الصحف المصرية تجاه العلاقات المصرية الافريقية بعد ترأس مصر للاتحاد الأفريقي.

تحليل 455 مادة صحفية في أربع صحف

استهدفت الدراسة رصد وتحليل وتفسير سمات وخصائص الخطاب الصحفي المصري نحو العلاقات المصرية الأفريقية بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، مع تحديد مصادر المواد الصحفية ووسائل إبرازها، ورصد الأطروحات والقوى الفاعلة التي طرحتها الصحف المصرية. ويتم هذا الرصد بنوعيه الكمي والكيفي للوقوف علي طبيعة كل صحيفة في تناولها ومعالجتها للموضوع. وقد تم اختيار أربعة صحف لتحليل خطابها الصحفي وهى صحيفتا "الأهرام" و"أخبار اليوم" كممثلتيْن للصحف القومية وصحيفتا "المصري اليوم" و"الوطن" كممثلتيْن للصحف الخاصة، وتحددت الفترة الزمنية للدراسة في الفترة من فبراير الي مايو 2019، وذلك نظرًا لأن تلك الفترة واكبت تولي مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي الذي له تاثيرٌ مهم علي المصالح المصرية في القارة الأفريقية.

وتم تحليل المواد الإخبارية ومواد الرأي والمواد الاستقصائية وقد اُستخدم أسلوب المسح الشامل على أعداد الصحف محل الدراسة في الفترة من فبراير الي مايو 2019، بحيث بلغ مجموع المواد الخاضعة للتحليل 455 مادة صحفية منشورة بصحف الدراسة الأربع.

مدى اهتمام الصحف المصرية بالشأن الأفريقي

أوضحت الدراسة عدد المواد الصحفية في كل صحيفة من صحف الدراسة؛ حيث احتلت صحيفة "أخبار اليوم" المرتبة الأولى من حيث عدد المواد المنشورة بنسبة 36% ثم جاءت "الأهرام" في المرتبة الثانية بنسبة 34%، ثم صحيفة "الوطن" بنسبة 18%، وفي المرتبة الأخيرة جاءت صحيفة "المصري اليوم" بنسبة 12%. وتشير تلك النتائج الي ارتفاع نسبة اهتمام الصحف القومية بالعلاقات المصرية الأفريقية وبتغطية حدث تولي مصر لرئاسة "الاتحاد الأفريقي" بنسبة أكبر من الصحف الخاصة.

نوعية العلاقات المصرية الافريقية التي ركزت عليها الصحف المصرية

ذكرت الدراسة أن العلاقات السياسية التي تربط بين مصر وأفريقيا احتلت المركز الأول بنسبة 54% حيث تمثلت معظم المواد الصحفية في مناقشة القضايا السياسية والأمنية التي تجمع مصر بالدول الأفريقية، ثم جاءت العلاقات الثقافية في المرتبة الثانية بنسبة 28% والتي تمثلت في المواد الصحفية التي تناقش المعارض والعلاقات الثقافية من نشر التاريخ الأفريقي والأدب والروايات والعروض الفنية الافريقية في المسارح المصرية وكذلك البعثات التعليمية والعلاقات بين الجامعات المصرية والجامعات الافريقية وتأهيل الكودار وفتح سوق العمل أمام العمالة المصرية بالدول الأفريقية، ثم جاءت في المرتبة الثالثة العلاقات الاقتصادية بنسبة 18% من إجمالي عدد المواد الصحفية والتي تمثلت في مناقشة الوعود الاقتصادية والمشاريع التي تنوي مصر تنفيذها بالتعاون مع الدول الأفريقية في مجال الزراعة والصناعة والتعدين والاستيراد والتصدير ودعم الخدمات الصحية والملاحة النهرية وفتح الاسواق المصرية للبضائع الأفريقية ومختلف أشكال التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأفريقية.  

ومن نماذج العلاقات الثقافية التقرير الإخباري المنشور في "الأهرام" يوم 10 فبراير 2019 الذي يناقش اتفاق الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة مع نائب رئيس جامعة الأزهر علي دعم الوزارة لأوليمياد "اتحاد الجامعات الأفريقية" بمشاركة 640 مشاركًا لتعزيز الشراكة بين الجامعات الأفريقية وإثراء الحوار الثقافي بين الطلاب الأفارقة. وفي صحيفة "أخبار اليوم" جاء خبر بعنوان "في حب افريقيا" يوم 23 مارس 2019 وتستعرض فيه الصحيفة تفاصيل مهرجان أقامته كلية الاعلام جامعة القاهرة يتضمن معرضًا للكتب الخاصة بأفريقيا وندوة بعنوان "أفريقيا المستقبل". وفي صحيفة "الوطن" جاء مانشيت يقول "6 آلاف وافد إلى الأزهر و16 معهد ديني في القارة السمراء و65 مكتبة هدية الأوقاف إلى الأفارقة".

ومن نماذج العلاقات الاقتصادية جاء خبر يوم 8 فبراير 2019 في صحيفة "الأهرام" بعنوان "المطالبة باستراتيجية طويلة المدى لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وأفريقيا". وفي إطار العلاقات السياسية بالقارة جاءت عدة عناوين يوم 11 فبراير 2019 بصحيفة "الأهرام" كالتالي:

·       مصر تصنع " خريطة الطريق" لمستقبل أفريقيا.

·       السيسي رئيسًا لأفريقيا.

·       السيسي قدم خطابًا تاريخيًا عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي.

الأطروحات المتعلقة بالعلاقات المصرية الأفريقية

قدم خطاب صحف الدراسة العلاقات المصرية الأفريقية من خلال (43) أطروحة استأثرت صحيفة "أخبار اليوم" بتقديم العدد الأكبر منها وهو (15) أطروحة، وتليها صحيفة "الأهرام" (12) أطروحة، ثم صحيفة "الوطن" جاءت بعدد (10) أطروحات، وفي المرتبة الأخيرة صحيفة "المصري اليوم" بمعدل (6) أطروحات.

أطروحات صحيفة "الأهرام":

سجلت صحيفة الاهرام 12 أطروحة ومن أهم تلك الأطروحات ما يلي:

الأطروحة الأولى: تدور حول أسباب قيام الدول الافريقية بانتخاب مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا للاتحاد الأفريقي عام 2019 ومتطلبات تلك الرئاسة.

وفي إطار هذه الأطروحة كتب د. نبيل أحمد حلمي أستاذ القانون الدولى أن أحد أهم أسباب قيام الدول الأفريقية بانتخاب مصر رئيسًا للاتحاد الأفريقي لعام 2019 هو التطور الهائل لمصر في مجالات عديدة من أهمها التنمية والعلاقات الدولية الثنائية والجماعية وكذلك التوسط في المشاكل الإقليمية بين الدول الافريقية، كما أشار د. نبيل الي متطلبات القارة الافريقية لكي تنجح مصر في إدارة الاتحاد الافريقي، وتتمثل هذه المتطلبات في الدعم الفني والقانوني من قبل مصر خاصةً في الوساطة لحل المنازعات الأفريقية، وتدريب الأفارقة خاصة الشباب من أجل خلق كوادر أفريقية مؤهلة دوليًا، والعمل علي دعم العلاقات الإنسانية والثقافية مثل عقد المؤتمرات المشتركة في كل المجالات وتبادل الكتب والوثائق ودعوة الفرق الفنية الأفريقية وإقامة المهرجانات المصرية في الدول الافريقية.

الأطروحة الثانية: تتمثل في اهتمام عديدٍ من الجهات والوزارات بتكثيف أوجه وصور التعاون بين مصر وأفريقيا ومن أمثلة تلك الجهات: الأزهر الشريف، وزارة الخارجية المصرية، وزارة الموارد المائية، الهيئة العامة للاستعلامات، وزارة الصحة ، وغيرها.

وفي سياق هذه الأطروحة، أعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إطلاق الهيئة بوابة إلكترونية ب 6 لغات والتي قال عنها إنها أكبر محاولة جادة للتواصل مع الشعوب الأفريقية، وأنها جزءٌ من نشاط إعلامي واسع تقوم به الهيئة من أجل تحقيق أهداف الدولة في تعزيز علاقات مصر مع الشعوب الأفريقية.

الأطروحة الثالثة: رسم صورة ذهنية إيجابية لقارة أفريقيا أمام العالم من أجل زيادة فرص جذب المستثمرين للقارة. وفي إطار تلك الأطروحة، جاءت تصريحات الرئيس السيسي في خطابه التاريخي بعد تسلمه رئاسة الاتحاد كالتالي:

 "توجه أفريقيا الدعوة الي مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية متعددة الجنسيات للاستثمار في قارتنا حيث أسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مهيأة وأيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات".

وكذلك في سياق هذه الأطروحة ، قامت الصحيفة بسرد أشكال تعزيز وتنويع مجالات التعاون بين مصر والدول الأفريقية من حيث تعاون وزارة الخارجية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل إعداد ملف استضافة مصر مقر وكالة الفضاء الأفريقية، وأن مصر ستكون أولى الدول الأفريقية الموقعة على الاتفاقية المنشئة لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية.

 

الاطروحة الرابعة: قام "الأهرام" بعرض التحديات المتوقعة أمام مصر أثناء توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي. وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة أن هذه التحديات هى محدودية القدرات المالية للاتحاد الأفريقي، وتصاعد حدة المنافسة بين عددٍ من الأقطاب القارية، سعيًا من كل منها لممارسة دور أكبر داخل الاتحاد الأفريقي مثل المغرب والجزائر وأثيوبيا، وتصاعد حدة التدخلات الخارجية في أفريقيا نظرًا لانتشار ظاهرة القواعد العسكرية الأجنبية في القارة.

الأطروحة الخامسة: طرح فكرة أن تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي يعد ترمومتر العلاقات المصرية الأفريقية، لذلك تم سرد دور مصر التاريخي في الاتحاد الأفريقي من بداية فكرة "منظمة الوحدة الأفريقية" في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وفي سياق هذه الأطروحة، قدم عبد المحسن سلامة أسباب غياب مصر 26 عامًا عن رئاسة الاتحاد الأفريقي وقبله "منظمة الوحدة الأفريقية"؛ حيث لم ترأس مصر الاتحاد الأفريقي منذ تأسسه عام 2002 أي منذ 17 عام وكانت آخر مرة تولت فيها مصر منظمة الوحدة الأفريقية كانت عام 1993 بينما منذ ولاية الرئيس السيسي وضعت مصر القارة الافريقية في قمة أولوياتها وحدثت طفرة هائلة ملحوظة في العلاقات المصرية الأفريقية على الأصعدة كافة.

أطروحات صحيفة "أخبار اليوم":

 سجلت صحيفة أخبار اليوم (15) أطروحة في خطابها المتعلق بالشأن الأفريقي، ومن أهم هذه الأطروحات كالتالي:

 الأطروحة الأولى: تقديم وصف لمشهد تسلم الرئيس السيسي لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وفي سياق هذه الاطروحة يصف رئيس تحريرها خالد ميري من أديس أبابا بأثيوبيا المشهد، حيث كتب أن قاعة الاحتفال دوت بالتصفيق 7 مرات لزعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يتسلم درع رئاسة الاتحاد الأفريقي، وأشار أنه كان من الواضح تمامًا ثقة شعوب القارة السمراء وقادتها في الرئيس السيسي (رجل أفريقيا) وأنه قادرٌ علي قيادة القارة لتحقيق الأمن والتنمية.

 

الأطروحة الثانية: هناك خطة مصرية منظمة لقيادة وتنمية القارة الأفريقية، وفي سياق هذه الأطروحة ، كتب أحمد مجدي من أديس أبابا أن الكلمة التاريخية التي ألقاها الرئيس السيسي بعد تسلمه جاءت شاملة وواضحة، ومن ضمن تصريحات الرئيس السيسي التي توضح خطة مصر لقيادة القارة قوله: "نعي حجم المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقنا لتنسيق العمل الأفريقي" كما صرح "نؤكد على ضرورة الانتقال من مرحلة الشعارات إلى واقع يعزز الترابط الأفريقي".

الأطروحة الثالثة: طرح ملف سد النهضة، ومن الأمثلة الدالة علي ذلك الطرح ما كتبه ياسر رزق من أديس أبابا أنه حين سأل وزير الخارجية سامح شكري عن نتائج القمة الثلاثية (مصر –السودان- أثيوبيا) ، أجاب  بالتصريح الآتي: "القمة أكدت على الأسس التي يقوم عليها اتفاق المبادىء حول سد النهضة الموقع في الخرطوم عام 2015، لكن لم يتم التوصل بعد الي رؤية موحدة بالنسبة لقضية ملء خزان السد وتشغيله ونحتاج إلى إعادة المفاوضات لمسارها".

الأطروحة الرابعة: دور القوى الناعمة في توطيد العلاقات المصرية الأفريقية. وفي سياق هذه الأطروحة، أشارت الصحيفة إلى أن قوتنا الناعمة الممثلة في الدراما التلفزيونية والسينمائية عليها أن تلعب دورًا في تعزيز التعاون المصري الأفريقي، وأن اختلاف اللغة بين دول أفريقيا لم يعد يمثل عائقًا في ظل تطورات تقنيات الترجمة والدوبلاج.

وكذلك وضع محمد السيد عيد عدة مقترحات ثقافية لزيادة التعاون الثقافي المصري الافريقي منها إنشاء دار افريقيا للنشر والتوزيع، وإصدار مجلة للأدب الافريقي حيث كانت مصر تصدر مجلة " اللوتس" التي تهتم بالأدب الأفريقي الأسيوي ولكنها توقفت، لذلك يقترح إعادة المجلة بنفس الاسم على ان تكون القارة الأفريقية هى مركز اهتمامها على أن تصدر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وإنشاء مركز ثقافي أفريقي بحيث يكون مقره أسوان، ويُعني بإقامة مهرجانات للشعر الأفريقي والمسرح والفنون الشعبية والمعارض التشكيلية للمبدعين الأفارقة.

الأطروحة الخامسة: احتياج أفريقيا الشديد إلى مصر، ومن الأمثلة الدالة على ذلك الطرح ماكتبه خالد جبر حيث أنه لوحظ الاحتفاء الأفريقي برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي أكبر من الاحتفاء المصري فقد أصبح لكل الدول الأفريقية ظهرٌ يحميها ولسانٌ يعبر عنها وقوة تتحدث باسمها وعقلٌ يرسم مستقبلها.. لذلك فإن العمل الأفريقي المشترك لم يعد اختيارًا أمامنا وإنما أصبح أمرًا حتميًا في ظل التحديات التي لن تستطيع الدول الأفريقية مواجهتها فُرَادى.

أطروحات صحيفة "الوطن":

سجلت صحيفة الوطن (10) أطروحات في خطابها المتعلق باشأن الأفريقي أهمها:

الأطروحة الأولي: مواجهة الإرهاب في أفريقيا، وجاء في سياق هذه الأطروحة ما كتبه د/حسن أبو طالب من ضرورة إنشاء مرصد للإرهاب والتطرف في أفريقيا لمتابعة تطور هذه الظاهرة، كما أوضح الرئيس السيسي الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب وداعميه ويجب مواجهتهم ومحاسبتهم دوليًا وإقليميًا، كما تتضح العلاقة الوثيقة بين ظاهرة "اللاجئين والنازحين في أفريقيا" وبين مواجهة المنظمات الإرهابية التي تسعى للسيطرة على مناطق واسعة وتحيل حياة سكانها إلى جحيم مما يضطرهم إلى التحرك إلى مناطق أخرى، الأمر الذي جعل المشكلة ذات طابع إقليمي وليس محليًا.

الأطروحة الثانية: المشاريع المشتركة بين مصر وأفريقيا بمساعدة الجهات المختلفة وفي المجالات المختلفة من كهرباء وطاقة ووسائل النقل والتعدين والزراعة والصناعة. وفي إطار هذه الأطروحة، أشارت د.هبة جمال الدين إلى أن مؤسسات الدولة تتجه إلى تنمية وتطوير القارة، ولكن لوحظ غياب غير مفسَّر لرؤية مؤسسات المجتمع المدني لتنمية القارة، وقد أوضحت أن الجمعيات المصرية الكبيرة لديها قدرات بشرية ومالية وتنظيمية يمكنها أن تتواصل مع الشعوب الأفريقية لتؤسس أخوة مصرية أفريقية صادقة، وقدمت د.هبة طرحًا لما يمكن تنفيذه من قبل الجمعيات المصرية مثل وجود مظلة تنسيقية لعمل الجمعيات الاهلية بالقارة الأفريقية، وإقامة مشروعات مستدامة إغاثية يمكن أن تُقام من خلال مراكز اغاثية مصرية تتبع تلك الجمعيات، وإقامة معسكرات من الشباب الأفريقي المصري المتطوع لتدريبهم والتقارب بينهم من خلال تنفيذ برامج تنموية كتطوير القرى ووصلات المياه ليشعروا بالمسئولية المشتركة في التنمية، وإقامة مزارع جماعية خيرية وقفية تسهم في الإنفاق على النشاط التنموي المصري، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار وفي القارة وذلك سيساعد تلك الجمعيات علي العمل مع القطاع الخاص في إطار المسئولية المجتمعية للشركات العاملة بالقارة الأفريقية.

أطروحات صحيفة "المصري اليوم":

 الأطروحة الأولى: مساعدات مصر تجاه قارة أفريقيا ودور الرئيس السيسي في دعم العلاقات المصرية الأفريقية. وفي سياق هذه الأطروحة جاءت عديدٌ من العناوين الرئيسة في الصحيفة من بينها: "مصر.. الملاذ الآمن ل"اللاجئين"، "القاهرة تحتضن الوافدين من الأفارقة وترفض المتاجرة بهم"، "التنمية وتحقيق الأمن الغذائي أولويات مصر تجاه أفريقيا"، و"القاهرة تقود القارة في قضايا الإرهاب والتنمية".

وفي اطار هذه الأطروحة، كتب أحمد الجمّال عن تاريخ عطاء مصر لقارة أفريقيا بدايةً من عهد الرئيس جمال عبد الناصر عندما كان هو السند والداعم لحركات التحرر الأفريقية، كما أشار إلى أن الرئيس السيسي وفريق العمل الذي يعاونه في السياسة الخارجية نجح بامتياز في ترميم الصدوع التي نتجت عن فترة الإهمال الطويلة لأفريقيا في عهد مبارك، وأثنى على دور الرئيس السيسي في مد الجسور السياسية والاقتصادية والثقافية مع دول القارة.

الأطروحة الثانية: تعيين وزيراً لأفريقيا في مصر، وفي سياق هذه الأطروحة كتب محمد أمين أننا في حاجة ماسة إلى تعيين وزيرٍ لأفريقيا خاصةً وأن السعودية لها وزيرٌ مهم في أفريقيا وهو السفير أحمد عبد العزيز قطان، سفيرها السابق في مصر، على الرغم من أن السعودية ليس لها في أفريقيا مثل ما لنا، ولا هى رئيس الاتحاد الأفريقي، ولا هى تنتمي للقارة الافريقية، ومع ذلك يمكن أن تكون خطوة تعيين السعودية وزيًرا لأفريقيا هى رسالة لكل دول أفريقيا.

الأطر المستخدمة في معالجة العلاقات المصرية الأفريقية

أوضحت الدراسة ارتفاع نسبة إطار التعاون في صحف الدراسة كافة وذلك بنسبة 47% من إجمالي المواد الصحفية، ثم جاء في المرتبة الثانية إطار العمل والإنجاز بنسبة 19%، وتقارب معه في النسبة إطار الوعود الاقتصادية فجاء بنسبة 18%، ثم في المرتبة الرابعة إطار الدعم الخارجي 11%، وإطار الأمن القومي بنسبة ضئيلة 5%.

ويمكن إيضاح هذه الأطر بالتفصيل كالتالي:

إطار التعاون:

برز هذا الإطار كإطار أساسي في صحف الدراسة حيث تم توظيف هذا الإطار للإشارة الى مختلف أشكال التعاون بين مصر وأفريقيا في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والعلمية.

ومن نماذج ذلك فيما يتعلق بالتعاون الثقافي ما أطلقه مكتب الشباب الأفريقي بوزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة "رواق أفريقيا" بعد تسلم مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وهو عبارة عن ملتقى يسهم في تعزيز الروابط الثقافية والعلمية بين أبناء القارة الأفريقية، ويتيح الفرصة للشباب للتعرف على المفكرين والمسئولين والمبادرين العاملين بالشأن الأفريقي)، ومثال آخر علي التعاون الثقافي مشاركة عديدٍ من الدول الافريقية في الدورة 12 من ملتقى القاهرة الدولى للرسوم المتحركة الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع الجمعية المصرية للرسوم المتحركة تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

كما جاء تصريح وزير الشباب في صحيفة الوطن يوم 4 فبراير "نسابق الزمن لتقديم وجهة حضارية تليق بمصر في بطولة الأمم الافريقية"، وكذلك جاءت تصريحات المسئولين في وزارة التعليم العالي وشئون البعثات العلمية في صحيفة الوطن 6 فبراير كالتالي:

·       1900 منحة تعليمية و1100 أفريقي يدرسون في الجامعات والمعاهد المصرية.

·       هناك خطة لإنشاء مركز أفريقي للتعليم الفني في مصر.

·       مصر شاركت في تطوير التعليم ببلدان شمال القارة.

وفي إطار أشكال التعاون الاقتصادي ، نجد المثال الآتي: "انضمت البورصة المصرية كعضو مؤسس في مبادرة AELP وهو مشروع إلكتروني بين البورصات الأفريقية لتعزيز الاستثمارات البيئية بين بورصات القارة".

وفي إطار التعاون التجاري: "مصر تعود إل قلب أفريقيا ويُعد قطاع النقل أحد أهم القطاعات التي تعمل على تعزيز وزيادة التعاون والتبادل التجاري مع الدول الأفريقية لذلك قامت وزارة النقل بتشكيل لجنة مشتركة مع السودان لبحث ربط السكك الحديدية بين البلدين، بالإضافة إلى إعداد دراسة في مجال النقل البحري للربط بين الموانئ المصرية والأفريقية".

كذلك "أكد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة حرص مصر على تعزيز علاقات التعاون مع مختلف المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة، وشدد على أن مصر تسعى خلال ترأسها للاتحاد الأفريقي إلى عرض مطالب الدول الأفريقية على اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة التي تتضمن توفير منصة إلكترونية لتوفير المعلومات والمعرفة الخاصة بالتجارة والأسواق بالإضافة إلى تقديم الدعم فيما يخص التجارة الإلكترونية والتحول الرقمي للاقتصادات الأفريقية حتى تصبح جزءًا من الثورة الصناعية الرابعة".

 كما "أكد د.عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الآراضي أن وزارة الزراعة المصرية حريصة على تحقيق تعاون جاد ومثمر مع كافة دول القارة السمراء، وأضاف أن العلاقات المصرية الأفريقية تشهد تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات وعلى رأسها القطاع الزراعي حيث يتم استكمال تنفيذ مشروع المزارع المشتركة بين مصر ومختلف دول القارة وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وتمشيًا مع السياسة الخارجية لمصر في القارة".

وكمثال آخر:" تم تدشين الجمعية الأفريقية للتعليم البيطري والهيئات التشريعية فضلًا عن إطلاق شبكة الشباب والمرأة للأعمال في مجال الثروة الحيوانية بقارة أفريقيا بمشاركة أكثر من 300 مشارك من القارة الأفريقية وممثلي الاتحاديْن الأفريقي والأوروبي وأعضاء الرابطات الأفريقية".

أما عن إطار التعاون الديني بين مصر وافريقيا فالمثال من المواد الصحفية بصحف الدراسة كالآتي: " بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ، تعمل مصر على تقديم نموذج للقارة السمراء من خلال تعاون كلٍ من الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية بالتنسيق مع الفاتيكان بما يحقق ثقافة التعارف والتعايش الفعال وتعود مصر مصدر خير ورخاء للقارة السمراء".

وفي سياق التعاون الصحي: "شاركت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان في إطلاق مبادرة الاتحاد الأفريقي للقضاء على (ختان الاناث) في قارة أفريقيا".

وفي إطار التعاون القانوني: "أكد المستشار الدكتور حنفي علي جبالي رئيس المحكمة الدستورية العليا أن المؤتمر الثالث لرؤساء المحاكم الدستورية العليا الأفريقية يهدف إلى دعم وتعميق علاقة مصر بدول القارة الأفريقية خاصةً في المجال الدستوري".

 

إطار العمل والانجاز:

تم توظيف هذا الإطار لوصف الإنجازات التي تمت بين مصر والدول الأفريقية، ومثال على ذلك "أشاد بنك التنمية الأفريقي خلال تقرير أصدره تحت عنوان بناء شراكات من أجل جعل مصر تنافسية ومستدامة" بمقر وزارة الاستثمار والتعاون الدولى احتفاءً بالنتائج التي حققتها الدولة وأبرز ما حققته في المجالات الخمسة ذات الأولوية (الطاقة، الغذاء، والصناعة، وزيادة التعاون داخل قارة أفريقيا، وتحسين حياة المواطنين)".

إطار الوعود الاقتصادية:

تم توظيف هذا الإطار لوصف المشروعات المستقبلية التي ستجمع مصر بالدول الأفريقية من الناحية الاقتصادية ومثال ذلك: "مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، اتجهت وزارة القوى العاملة نحو فتح أسواق عمل في دول القارة السمراء، حيث تعكف الوزارة على تدريب العمالة المصرية لغزو أفريقيا وعدم قصر الأمر على تصدير العمالة المصرية إلى الدول العربية فقط".

إطار الدعم الخارجي:

يتمثل هذا الإطار في وصف دعم الدول الأخرى لقرار تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، ومثال ذلك "كشفت كيري مود رئيس شركة أمريكية أن تولى الرئيس السيسي هذا المنصب سيشجع عديدًا من المستثمرين الأمريكيين للدخول باستثمارات ضخمة في القارة".

وكذلك في تصريحات وزيرة بريطانية حينما صرحت "خبرة مصر تؤهلها لقيادة العمل الجماعي بأفريقيا"، كما أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ثقته الكاملة في نجاح مصر في رئاسة الاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس السيسي، كما وجه موسى فقيه رئيس المفوضية الأفريقية التحية ومباركته للرئيس السيسي بمناسبة تسلمه رئاسة الاتحاد لمدة عام وأعرب عن قناعته أن رئاسة السيسي للاتحاد ستكون دفعة للاتحاد الأفريقي لما يتميز به السيسي من خِصَالٍ نبيلة ومنظور واعد لأفريقيا.

ومن ضمن تصريحات بول كاجامي رئيس رواندا : "أثق أن رئاسة السيسي ستأخد أفريقيا لآفاقٍ أكبر"، كما صرح محمدو ليرنج سفير الكاميرون بالقاهرة وعميد السفراء الأفارقة بمصر: "القارة تنتظر الكثير من مصر، حيث قال إن مصر لديها خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وتستطيع أن تقدم يد العون لكل القارة من خلال تدريب أفراد الشرطة وقوات الجيش".

كما صرح ماساكي نوكي السفير الياباني بالقاهرة "مصر ستلعب دورًا محوريًا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي"؛ حيث أكد أن اليابان تنتظر أن تنقل مصر الصوت الأفريقي خلال الحدثيْن المهميْن اللذيْن تستضيفهما اليابان عام 2019 وهما "مجموعة العشرين" و"مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية".

إطار الأمن القومي:

يتجسد إطار الأمن القومي في الأخبار التي تتصل بأمن مصر المائي، وهو ما يعد قضية أمن قومي، لذلك جاءت عدة أخبار تغطي العلاقات المصرية الأفريقية حول سد النهضة وحصة مصر المائية من نهر النيل، وكذلك تم توظيف ذلك الإطار من حيث تقديم مصر العون والمساعدة للدول الافريقية في مواجهة الارهاب والنزاعات والصراعات الاهلية.

السمات والأدوار المنسوبة لمصر

ظهرت مصر كفاعل محوري في خطاب صحف الدراسة مستحوذةً على نسبة 95% من إجمالي القوى الفاعلة في خطاب الدراسة لتكون في المرتبة الأولى نظرًا لكونها طرفًا أساسيًا في حدث تولى منصب رئاسة الاتحاد الأفريقي.

وبرزت مصر كقوة فاعلة من خلال عدة قوى تمثلت في الآتي: (مصر كدولة، الرئيس السيسي كرئيس للدولة، وزارة الخارجية المصرية، وزارة الموارد المائية والري، وزارة الاوقاف، وزارة الشباب والرياضة، وزارة الصحة، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، البورصة المصرية، البنك المركزي المصري، الأزهر الشريف، الكنيسة المصرية، الجامعات المصرية، الهيئة العامة للاستعلامات، سفير مصر في أثيوبيا، سفير مصر بباريس).

وجاءت الصفات والأدوار الإيجابية لمصر لتشير لدورها الرائد في تعميق العلاقات المصرية الأفريقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أكدت مصر من خلال خطاب الرئيس السيسي دعمها الكامل للدول الأفريقية في الحرب على الإرهاب ومواجهة الفقر والأوبئة في عديدٍ من الدول الأفريقية، ومن أمثلة ذلك: "يبدأ الأزهر الشريف مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مرحلةً جديدة يكثف فيها نشاطه بالقارة السمراء حيث سيتم مضاعفة المنح المقدمة للدول الأفريقية بنسبة 100% ليصبح عددها 1600 منحة لعام 2019/2020 بدلًا من 800 منحة تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي".

وكذلك "عقد البنك المركزي المصري ورشة عمل حول النظام الإقليمي الجديد لتسوية المدفوعات والتسويات بين مصر والكوميسا، كما استعرضت الدكتورة نجلاء نزهي مستشار المحافظ للشئون الأفريقية جهود البنك المركزي في تشجيع الاستثمارات والتجارة البينية في أفريقيا".

ومن أمثلة دور وزارة الخارجية المصرية: "عقد سامح شكري وزير الخارجية عدة لقاءات مع نظرائه ومسئولين أفارقة على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات خاصةً في مجال التبادل التجاري معربًا عن استعداد مصر لتقديم خبراتها في المجالات المختلفة عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية".

وفي إطار جهود مصر كدولة يأتي المثال الآتي: "بعدد يتجاوز 5 ملايين لاجىء ومهاجر تحتل مصر مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر استقبالًا للاجئين خاصةً الأفارقة والعرب فهى الحضن الدافىء والأمن لملايين الأفارقة الفارين من الظروف الصعبة والحروب والصراعات في بلادهم"، وكذلك "نشرت وزارة الخارجية المصرية فيديو على صفحتها الرسمية على الفيس بوك باللغتيْن العربية والإنجليزية بمناسبة تولى مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وتضمن الفيديو تفاصيل ومعلومات عن نشاة الاتحاد منذ قيام 32 دولة بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية بهدف تحرير أفريقيا من الاستعمار".

سمات وأدوار الدول الافريقية

ظهرت الدول الأفريقية باعتبارها قوى فاعلة محورية في خطاب صحف الدراسة الأربع وحصلت على نسبة 41% من إجمالي القوى الفاعلة مما يضعها في المرتبة الثانية حيث تمثلت الدول الأفريقية في (رؤساء الدول الأفريقية، رؤساء الوزراء الأفارقة، رئيس بنك التنمية الأفريقي، البورصات الأفريقية، رئيس البنك الأفريقي، وكالة الفضاء الأفريقية).

وجاءت الصفات والأدوار المنسوبة للدول الأفريقية إيجابية من حيث التعاون المشترك مع مصر، كما تظهر مشاعر الامتنان من قبل الدول الأفريقية نتيجة التغير الكبير الإيجابي في العلاقات المصرية الأفريقية، والبعد عن تهميش قضايا القارة الأفريقية والمحاولات الجدية التي تبذلها مصر للنهوض بتلك القارة، كما ظهر ذلك في مشهد الترحيب الشديد بالرئيس السيسي أثناء تسلمه درع رئاسة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا.

ومن أمثلة ذلك: "صرح أكينومي أديسينا رئيس بنك التنمية الأفريقي أن تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي يحظى باهتمامٍ كبير مشيدًا بجهود الرئيس السيسي في تحقيق التعافي الاقتصادي وجذب الاستثمارات وحشد الموادر المتاحة لدفع عملية التنمية مشيرًا إلى أن مصر أصبحت المقصد الأول للاستثمار في أفريقيا".

توصيات الدراسة

تعتبر قيادة مصر للاتحاد الأفريقي فرصة تاريخية والتي من خلالها يجب أن تزيد المعرفة والوعي بأهمية وجودنا وانتمائنا وحضورنا الأفريقي وذلك يجب من خلال سياسة اعلامية وثقافية حددت الدراسة خطوطها العريضة كالتالي:

·       تخصيص شهر أفريقي في الإعلام المرئي والمسموع تُقدم خلاله برامج يومية عن تاريخ دول القارة ونظمها السياسية، وشهر للسينما والمسرح والفنون التشكيلية الأفريقية.

·       تخصيص صفحتيْن أسبوعيًا في الصحف القومية عن الشئون الأفريقية واحدة للسياسة والثانية للثقافات الأفريقية، حيث يجب على الصحافة المصرية إبراز الهوية الأفريقية، وأوجه الاتفاق بين الثقافات المصرية والأفريقية والسياسات والمصالح الأفريقية المشتركة من خلال استقطاب عدد من كبار الكتاب من مختلف الثقافات والانتماءات العرقية والدينية والأيديولوجية وإبراز خطابهم لعرض مختلف وجهات النظر.

·       تأسيس مركز ترجمة عربي- أفريقي يتخصص في ترجمة الأدب والكتابات المتخصصة في الشئون الأفريقية لكى نطلع على وجهة نظر الأفارقة في الشعب المصري وآرائهم المختلفة وتخصيص جائزة مصرية سنوية للأدب الأفريقي.

وختامًا، سيظل المحك الرئيس للحكم على مدى اهتمام الصحافة المصرية بالشئون الأفريقية مستندًا إلى عدة محاور مثل نوعية القضايا المطروحة وكيفية المعالجة ومصادر الأخبار، لذا يمكن القول إن جوهر الصورة العامة لأفريقيا على صفحات الصحف المصرية متوقف على بذل الجهود لإرسال المراسلين المصريين للابتعاد تمامًا عن الصورة المشوهة التي تقدمها وكالات الأنباء الغربية لأفريقيا.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟