المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
جيهان عصام رياض
جيهان عصام رياض

المناخ والجهود الدولية .. القمة بين الالتزامات والخطابات

الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 07:04 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

استمراراً للجهود الدولية المبذولة حول قضية تغير المناخ وبدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عقدت بنيويورك قمة العمل المناخي تحت شعار""سباق يمكننا الفوز به" بتاريخ 23 سبتمبر- أيلول الجاري؛ حيث سيلتقي  أكثر من 100 من رؤساء الدول وحكومات الجمعية العامة للأمم المتحدة وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميين والشباب، ومعهم خطط ملموسة وواقعية لتعزيز إسهاماتهم لمواجهة ظاهرة تغير المناخ.

بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس عقدت بنيويورك قمة العمل المناخى تحت شعار"A Race We Can Win"  أو "سباق يمكننا الفوز به" بتاريخ 23 سبتمبر- أيلول الجاري، وسيحضر ما يزيد عن 100 من رؤساء الدول وحكومات الجمعية العامة للأمم المتحدة وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية الأخرى وقادة الأعمال والأكاديميين والشباب من ممثلي العامة، ومعهم خطط ملموسة وواقعية لتعزيز إسهاماتهم المحددة وطنيًا بحلول سنة 2020، تماشيًا مع خفض انبعاث الغازات بـ 45 بالمائة في العقد القادم، وإلى انعدام الانبعاثات سنة 2050، وسيكون الأسبوع المناخي (1) في الفترة من 24 - 30 سبتمبر- أيلول، وستقام فيه أكثر من 150 فعالية متعلقة بتغير المناخ.

ومن أجل هذه القمة عُين السيد لويس ألفونسو دي ألبا مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لقيادتها في 9 نوفمبر- تشرين الثاني عام 2018م، وكانت مهمته الأساسية هي ضمان امتلاك العالم للأدوات والرؤية والإرادة السياسية اللازمة للمضي قدمًا في العمل الطموح للمناخ لصالح جميع جوانب المجتمع.

وفي الفترة التي سبقت القمة، عمل السيد دي ألبا عن كثب مع روبرت أور، المستشار الخاص للأمين العام المعني بتغير المناخ؛ بيتر تومسون، المبعوث الخاص للأمين العام للمحيطات؛ والسيد مايكل بلومبرج، المبعوث الخاص للأمين العام للعمل المناخي وغيره من كبار المسؤولين في منظمة الأمم المتحدة. (2)

سوف تركز القمة على فعاليات مناخية ملموسة، لن تكون قمة للخطابات الرنانة بل ستتشكل القمة من التزامات مختارة لتحالفات بلدان، وشركات، ومجتمع يعلنون فيها عن خطوات عملية والتزامات صادقة وطموحة بالإضافة إلى أي إعلان وطني يتماشى مع هدف الأمين العام للقمة.

أهداف القمة

ترمي القمة إلى تنفيذ ما تم الوصول إليه دوليًا على النحو المنصوص عليه في اتفاقية باريس 2015 من خلال دعم وحشد الطموح السياسي والزام المدعوين بالعمل في الخطط الوطنية المتعلقة بالمناخ للحد بشكل كبير من الانبعاثات؛ وخلق تدفقات مالية عامة وخاصة متسقة مع مسار نحو انبعاثات غازية منخفضة وتنمية تتماشى مع المناخ.

وتعمل القمة على المساهمة في التحالفات بين أصحاب المصلحة المتعددين التي ستطور من الحلول الطموحة في مناطق عمل القمة: ومنها الانتقال العالمي إلى الطاقة المتجددة، والبنى التحتية والمدن المستدامة والحصينة، وزراعة مستدامة وإدارة الغابات والمحيطات، والمقاومة والتكيف مع آثار المناخ, وتسعير الكربون، وحلول لا تعادي الطبيعة.

مسارات عمل القمة

في محاولة لإيجاد إجراءات عملية على أرض الواقع لها تأثير قدر المستطاع، أعطى الأمين العام الأولوية لتسعة مسارات وجد فيها إمكانات كبيرة للحد من انبعاثات الغازات، وترفع من العمل العالمي حول التكيف مع تغير المناخ ومقاومته وهي:

1.      التخفيف: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي شيلي واليابان، وبدعم من السيدة باتريسيا اسبينوزا  الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، والسيد أكيم ستاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والسيد بول بولمان نائب رئيس مجلس الميثاق العالمي للأمم المتحدة، ويركز المسار على تعزيز التزامات التخفيف (المساهمات المحددة وطنيا، مخططات بانعدام أي انبعاثات... إلخ) للبلدان الرئيسة التي تنبعث منها الغازات.

2.      الدوافع الاجتماعية والسياسية: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي بيرو وأسبانيا وبدعم من إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية، ويركز هذا المسار على القضايا الشاملة لعدة قطاعات مثل الصحة والتحول العادل(إطار طورته الحركة النقابية لضمان حقوق العمال عند التحول للإنتاج المستدام)(3) ، والنوع الاجتماعي والمناخ والأمن.

3.      الشباب والتعبئة: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي جزر مارشال وإيرلندا وبدعم من مبعوث الأمين العام المعني بالشباب، وسيركز هذا المسار على تعبئة الشباب والمجتمع المدني لدعم القمة وتسهيل عملية إدماج الشباب عبر كل مسارات القمة.

4.      التحول في مجال الطاقة: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي إثيوبيا والدنمارك، وبدعم من منظمة الطاقة المستدامة للجميع، وسيركز هذا المسار على تسريع وتيرة التحول في مجال الطاقة من خلال عناصرها الأساسية مثل الاعتماد على الطاقات المتجددة، والكفاءة في استخدم وتخزين الطاقة، وحشد الاستثمارات والتشجيع على الابتكار للتقدم في هذا المجال.

5.      المرونة والتكيف: سيقاد هذا المسار بواسطة مصر والمملكة المتحدة، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسيركز المسار على وضع مخاطر المناخ في الاعتبار عند اتخاذ القرارات في القطاعين العام والخاص لضمان استدامة الغذاء والمياه والوظائف للمستقبل، وكذلك لمنع حدوث الكوارث، وسرعة التعافي منها عند حدوثها وخاصة عند الفئات الضعيفة المهمشة.

6.      الحلول المتصالحة مع الطبيعة: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي الصين ونيوزلندا، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة والسيد دافييد نابارو مدير استراتيجي للمهارات، وسيركز هذا المسار على الغابات والنظم الأيكولوجية القائمة على الأراضي، والزراعة الذكية وأنظمة الغذاء، وإعادة بعث الحياة في الأنهار والبحيرات والمحيطات، وتمكين كافة الأشخاص من الاتصال بالطبيعة.

7.      البنى التحتية والمدن والحكومة المحلية: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي تركيا وكينيا وبدعم من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وسيركز المسار على توسيع نطاق الالتزامات الطموحة بشأن البنية التحتية وخاصة النقل البري، والمباني وأنظمة المياه والتخلص من النفايات، وسيعمل هذا المسار على تعبئة المدن والحكومات دون الوطنية والموارد اللازمة لتنمية وتمويل خطط وميزانيات اتفاق باريس.

8.      تمويل المناخ وتسعير الكربون: سيقاد هذا المسار بواسطة ثلاث دول هم فرنسا وجاميكا وقطر وبدعم من البنك الدولي، وسيركز المسار على الوفاء بالاتزامات السابقة للدول بتوفير 100مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2020 للتتخفيف والتكيف.

9.      التحول في مجال الصناعة: سيقاد هذا المسار بواسطة دولتي الهند والسويد، وبدعم من المنتدى الاقتصادي العالمي، وسيركز هذا المسار على خلق التزامات أقوى من القطاعات التي يصعب تخفيفها (كالأسمنت والفولاذ)، وتقوية زخم إيجابي في مجالات مثل الشحن البحري.

معايير اختيار مبادرات القمة

وضعت الاجتماعات التي سبقت القمة وخاصة تلك التي كانت في أبوظبي في 30 يونيو إلى 1 يوليو 2019م مجموعة من المعايير للمبادرات التي تشملها القمة من خلال فرز المبادرات المقترحة وذلك تحت قيادة المبعوث الخاص للقمة السيد لويس ألفونسو دي ألبا وبدعم من اللجنة التوجيهية للقمة ومجموعتين منفصلتين شُكلا لدعم الأعمال التحضيرية للقمة (الفريق الاستشاري لعلوم المناخ والمجموعة الاستشارية الطموحة) وكانت المعايير كالتالي:

1.      تأثير عملية التحول: مدى الطموح في العمل المناخي الذي تقدمه المبادرة، إما أنها تقدم جديد في قطاع ما على المستوى الإقليمي أو الدولي أو تعمل على تقديم المزيد في مبادرة موجودة بالفعل.

2.      المنافع المشتركة للتنمية المستدامة ومعالجة القضايا السياسية والاجتماعية: حيث ستحتاج المبادرات إثبات أنها شاملة تدفع عجلة التنمية وتجمع أصحاب المصالح المتعددين.

3.      القابلية للتكرار والقابلية للتطوير: أن تكون المبادرة ذات قدرة على التوسع أو النسخ المتماثل عبر القطاعات أو المناطق.

4.      القابلية للقياس والقابلية للتنفيذ: يجب أن تكون المبادرة ملموسة بدرجة كافية يمكن تنفيذها في الوقت الحالي أو العمل عليها وبأثر ملموس يسمح للمؤيدين بدعمها، فالمبادرة لابد أن ترفق بخطة عمل للتنفيذ وحتى يمكن تمويلها.

5.      مبتكرة ومرئية: تطوير حل تنافسي ومبتكر يساعد على زيادة الوعي العام.  

ستكون القمة حدث عالمي هام تجمع أقضاب العالم ودوله من مختلف القارات ومختلف الخلفيات ومختلف المصالح في مكان واحد بهدف مواجهة ظاهرة تعد من أخطر الظواهر الطبيعية المهددة لحياة الإنسان على كوكب الأرض "ظاهرة تغير المناخ"، وربما ستكون فرصة سانحة لكثير من الأطراف المتنازعة في العالم لتوحيد أهدافهم نظرا لتوحد الخطر المجابه لهم.

الهوامش

[1] https://www.un.org/ar/climatechange/events.shtml

2  https://www.un.org/ar/climatechange/special-envoy-climate-de-alba.shtml

4  https://climatejusticealliance.org/just-transition/

 

عرض للمذكرة الإعلامية حول قمة العمل المناخي سبتمبر 2019: متاح علي الرابط التالي:

https://www.un.org/en/climatechange/assets/pdf/Information_Note_Climate%20Summit_20Mar2019.pdf

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟