المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

الشبكات الاجتماعية وإدارة الأزمات: دور صفحات الجيش والشرطة في إدارة أزمة ما بعد 30 يونيو(2-2)

الخميس 20/نوفمبر/2014 - 10:31 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. شريف درويش اللبان

نستكمل في هذه الحلقة ما قد بدأناه في الحلقة الماضية من عرض دراسة الدكتورة سلوى سليمان الجندي أستاذ العلاقات العامة المساعد بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس التي قدمت للمدرسة البحثية المصرية في مجال الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، دراسة ضافية بعنوان "دور صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك في إدارة أزمة ما بعد 30 يونيو 2013". وقد عرضنا فيما سبق الدراسة التحليلية التي أجرتها الباحثة على صفحات الجيش والشرطة على شبكات التواصل الاجتماعي، والآن نعرض للجزء الثاني من هذه الدراسة، وهو المتعلق بالدراسة الميدانية على الجمهور الذي يستخدم هذه الصفحات ويطالعها باستمرار.

 

أولاً: عينة الدراسة الميدانية وأداتها

 طُبقت الدراسة على عينة عمدية قوامها 400 مفردة من المقيمين في مدينة القاهرة الكبرى، على أن يتوافر في المبحوث شرط استخدامه للفيس بوك ومعرفته بصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك حتى يتمكن من ملء الاستمارة.

·   تم تطبيق الدراسة الميدانية في أماكن سكنية مختلفة في مدينة القاهرة تتفاوت فيها الأحياء من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي للسكان.

·        اشتملت عينة الدراسة على تخصصات مهنية مختلفة وكذلك مستويات تعليمية وفئات عمرية مختلفة.

وجُمعت بيانات الدراسة الميدانية عن طريق صحيفة الاستبيان التي طُبقت على الجمهور العام من مستخدمي الفيس بوك من الذين تعرضوا لصفحة أو أكثر من صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك. وطُبقت الدراسة في الفترة من 15 من يوليو حتى 30 من أغسطس 2013. وقد وافقت هذا الشهر فترة اعتصام الإخوان في رابعة العدوية وميدان النهضة ثم فض الاعتصامات والقبض على قيادات الإخوان المسلمين.

 

ثانياً: مقاييس الدراسة: استخدمت الدراسة المتغيرات التالية

1-    مقياس معدل استخدام الفيس بوك من المبحوثين

وهو عبارة عن مقياس تجميعي يتكون من معدل زيارة المبحوث للفيس بوك (مرة أو أكثر يوميًّا - عدة مرات في الأسبوع- مرة واحدة في الأسبوع- مرة واحدة كل عدة أسابيع) وكم من الوقت يقضيه في تصفح الفيس بوك خلال الزيارة (أقل من ربع ساعة – من ربع ساعة إلى أقل من نصف ساعة- من نصف ساعة إلى أقل من ساعة- من ساعة إلى ساعتين – أكثر من ذلك).

2-    مقياس دوافع الاعتماد على صفحات الجيش والشرطة:  وقد تم تقسيم الدوافع إلى ثلاثة مقاييس فرعية

-       مقياس دوافع الفهم

وهو يعني استخدام صفحات الجيش والشرطة بهدف الحصول على المعلومات وفهم الأحداث المحيطة وقت الأزمة. وقد تم قياسه من خلال 8 عبارات؛ وهي كالتالي: 1- أهتم بمجال السياسة والأحداث الجارية. 2- للحصول على معلومات عما يجري من أحداث وآخر مستجدات الأحداث. 3- لأنها تنفرد بعرض أخبار غير موجودة في الوسائل الأخرى.4- لأنها تقدم تغطية حية للأحداث من موقعها. 5- أدخل على هذه الصفحات وقت الأزمات المتعلقة بالسياسة أو الأمن القومي. 6- لمعرفة الحقائق من منظور الجيش والشرطة. 7- للتواصل مع الأدمن Admin "أحد القائمين على إدارة الصفحة" لطلب استفسار. 8- لأن بعض هذه الصفحات تقدم بطولات للجيش والشرطة لتعريف الجماهير بها. ويتكون المقياس من ثلاث درجات: دائمًا– أحيانًا- نادرًا.

-       مقياس دوافع التوجيه

 وهو يعني استخدام صفحات الجيش والشرطة بهدف تكوين اتجاه معين عن الأحداث الجارية وقت الأزمة. وقد تم قياسه من خلال 3 عبارات؛ وهي كالتالي:1- لتكوين رأيٍ عن الأحداث التي تجري، 2- للتفاعل مع الأشخاص في الصفحة، 3- لأني أشعر بالولاء والفخر والاعتزاز بمؤسستي الشرطة والجيش. ويتكون المقياس من ثلاث درجات: دائمًا– أحيانًا- نادرًا.

-       مقياس دوافع التسلية والترفيه

ويعني استخدام صفحات الجيش والشرطة بهدف التسلية وقضاء وقت ممتع ومسلٍّ. وقد تم قياسه من خلال عبارة واحدة؛ وهي: للتسلية والترفيه وقضاء وقت الفراغ. ويتكون المقياس من ثلاث درجات: دائمًا– أحيانًا- نادرًا.

3-    مقياس الاعتماد على صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك وقت الأزمات

 وقد تم قياسها بالعبارات: 1- أعتمد عليها بدرجة كبيرة جدًّا، 2- أعتمد عليها بدرجة كبيرة،3- أعتمد عليها بدرجة متوسطة، 4- أعتمد عليها بدرجة قليلة، 5- أعتمد عليها بدرجة قليلة جدًّا.

4-    مقياس التفاعل مع صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك

وقد تم قياسه من خلال ست عبارات: 1- من خلال الضغط على like  لأي موضوع يتم نشره على صفحات الجيش والشرطة، 2- من خلال مشاركة share الموضوعات المنشورة على الصفحة الخاصة بالجيش أو الشرطة على صفحتي الشخصية أو صفحات أصدقائي. 3- أقوم بوضع تعليق comment. 4- من خلال الكتابة على الـ   wallالخاص بهذه الصفحات. 4- من خلال إرسال رسالة in box إلى الأدمن. 5- من خلال دعوة أصدقائي لمتابعة هذه الصفحات. ويتكون المقياس من ثلاث درجات: دائمًا– أحيانًا- نادرًا.

5-    مقياس ثقة المبحوثين في صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك

 وقد تم قياسها بالعبارات:1- أثق فيها بشدة. 2- أثق فيها إلى حدٍ ما.3- لا أدري. 4- لا أثق فيها . 5- لا أثق فيها مطلقًا.

 

6-    مقياس مصداقية صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك لدى المبحوثين

وقد تم قياسها من خلال سبع عبارات: 1- أصدق المعلومات في صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك. 2- الجيش يدافع عن مصر في كل الظروف وأنا أصدقه. 3- صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك تقدم الحقائق للجمهور. 4- أعتمد على صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك لمعرفة المعلومات وأصدقها. 5- تناقش هذه الصفحات قضايا مهمة في المجتمع بكل حرية ومصداقية. 6- تتميز المعلومات فيها بالثقة.7- تقدم المعلومات وتعرض المواضيع بمصداقية.

7-    مقياس التأثيرات المعرفية للتعرض لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك وقت الأزمات

وقد تم قياسه من خلال عبارتين:1- أتابع صفحات الجيش والشرطة لأنها تمدني بالمعلومات، 2- أستعين بمعلومات أستمدها من هذه الصفحات في مناقشاتي مع الأصدقاء ومن حولي. ويتكون المقياس من خمس درجات: موافق بشدة – موافق- محايد- معارض- معارض بشدة.

8-    مقياس التأثيرات السلوكية للتعرض لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك وقت الأزمات

 وقد تم قياسه من خلال عبارتين: 1- قمت بالمشاركة في حدث دعت إليه هذه الصفحات، 2- أدافع عن موقف الجيش والشرطة من الأحداث الجارية. ويتكون المقياس من خمس درجات: موافق بشدة – موافق- محايد- معارض- معارض بشدة.

9-    مقياس التأثيرات الوجدانية للتعرض لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك وقت الأزمات

وقد تم قياسه من خلال العبارة التالية: ساعدتني صفحات الجيش والشرطة على تكوين رأي عن الأحداث. ويتكون المقياس من خمس درجات: موافق بشدة – موافق- محايد- معارض- معارض بشدة.

10-   مقياس الصورة الذهنية للجيش

وقد تم قياسه من خلال ست عبارات: 1- الجيش يتمتع بسمعة طيبة في ذهني.2- الجيش مخطئ في تدخله بالشأن السياسي. 3- أقدر ما فعله الجيش لشعب مصر.4- الجيش ينحاز ضد الإخوان بتدخله في الأحداث. 5- أنا أشعر بالفخر والإعزاز تجاه الجيش المصري. 6- الجيش يبذل كل ما في وسعه لحماية الأمن المصري. ويتكون المقياس من خمس درجات: موافق بشدة – موافق – محايد – معارض - معارض بشدة.

11-   مقياس الصورة الذهنية للشرطة

وقد تم قياسه من خلال خمس عبارات:1- الشرطة تتمتع بسمعة طيبة في ذهني. 2- الشرطة متآمرة. 3- لا أصدق ما تذكره الشرطة من معلومات عن الأحداث. 4- أقدر جهود الشرطة. 5- الشرطة تبذل ما في وسعها لحماية الشارع المصري. ويتكون المقياس من خمس درجات: موافق بشدة – موافق- محايد- معارض- معارض بشدة.

12-   مقياس المستوى الاجتماعي – الاقتصادي للمبحوثين

 وقد تم قياسه من خلال المتغيرات التالية: المستوى التعليمي- ملكية السكن – ملكية أجهزة إلكترونية حديثة- عضوية النوادي- السفر للخارج- مستوى دخل الأسرة.

 

ثالثاً: نتائج الدراسة الميدانية

عرضت الباحثة نتائج الدراسة الميدانية التي طُبقت على عينة من مستخدمي الفيس بوك الذين تعرضوا لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك، حيث جاءت النتائج على النحو التالي:

 

1-    معدل استخدام المبحوثين للفيس بوك

اتضح أن النسبة الأكبر من المبحوثين يستخدمون الفيس بوك بمعدلات مرتفعة، وذلك بنسبة 71.7% من المبحوثين عينة الدراسة. وجاء استخدام الفيس بوك "للحصول على معلومات عما يجري من أحداث وآخر المستجدات" في الترتيب الأول. ويعني ذلك أن أهم استخدامات المبحوثين للفيس بوك هي معرفة الأخبار والتعبير عن آرائهم والتواصل مع الأصدقاء. وهو ما يتفق مع دراسة 2012)) Yusuf Kalyango and Benjamin Adu-Kumi التي استهدفت معرفة مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: الفيس بوك – تويتر – Myspace، واليوتيوب في دعم المشاركة في الحوار السياسي في المجتمع، في غانا وأوغندا وكينيا وساحل العاج، والتي خلصت إلى أن المبحوثين يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها مكّنتهم من الانفتاح على العالم ومعرفة ما يدور حولهم، كما مكنتهم من التواصل ومناقشة أحوال دولهم السياسية.

 

2-    صفحات الجيش والشرطة التي يتعرض لها المبحوثون على الفيس بوك

جاء في المركز الأول من حيث ترتيب المبحوثين لصفحات الجيش والشرطة التي يتعرضون لها على الفيس بوك "الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة". وهي بالفعل صفحة رسمية . وجاء في الترتيب الثاني صفحة "الشرطة المصرية"، وهي صفحة غير رسمية تم تأسيسها في 13 فبرابر 2011،وتتكون إدارة الصفحة من ضباط شرطة عاملين.

الصفحات الرسمية هي الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة والصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة والصفحة الرسمية لوزارة الداخلية. وقد تم الاستدلال عليها من خلال الموقع الرسمي لوزارة الداخلية والموقع الرسمي للقوات المسلحة على الإنترنت. ويلاحظ على صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك بوجه عام:

أ.الصفحات كلها غير رسمية عدا: الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة - الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة - الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية.

ب.وبالبحث على شبكة الفيس بوك تبين للباحثة أن هناك العديد من الصفحات تحمل اسم الشرطة المصرية، والعديد من الصفحات تحمل اسم القوات المسلحة، وهنا تكمن المشكلة؛ أنه لابد من إيجاد ضابط لهذه الصفحات وتقنينها بشكل رسمي ومراقبتها لأنها تخاطب قطاعًا عريضًا من الجماهير التي تستخدم الفيس بوك. ولذلك تعتبر الباحثة الجدول السابق مؤشرًا لتعرض المبحوثين لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك.

أ‌.         الصفحات غير الرسمية تتحدث بلغة غير رسمية، وتنقل بعض الأحيان من الصفحات الرسمية، ويُعقِّب الأدمن فيها على الأحداث ويُعلق عليها. وتستخدم الصفحات الرسمية اللغة العربية الفصحى فقط والبيانات الرسمية، في حين تستخدم الصفحات غيرالرسمية اللغة العربية الفصحى والعامية.

ث.يتم كتابة أن الصفحة غير رسمية في الجزء الخاص بـ About للصفحة، وهو خاص بتعريف الصفحة من القائمين عليها للجمهور. 

ج.الجمهور عينة الدراسة لا يضع في ترتيب أولوياته التعرض للصفحات الرسمية كما يوضح الجدول السابق.

ح. توجد صفحات مناصرة للفريق عبد الفتاح السيسي ذكرها المبحوثون، وهي صفحات مناصرة للجيش والشرطة، تنقل الأخبار من الصفحات الرسمية وتُعلق عليها.

ب‌.     أدمن الصفحات قد يقوم بالتوقيع على ما يكتبه من منشورات posts باسمه ورتبته العسكرية في الصفحات غير الرسمية، وهم من يتولون هذه الصفحات.

ت‌.     صفحة Egyptian Military Forces تم إنشاؤها قبل فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية بيوم واحد.

ث‌.     تتعرض صفحات الجيش والشرطة لحملات الإبلاغ report لإغلاقها باستمرار، كما تتعرض للسرقة من قبل قراصنة الإنترنت hackers  ، وقد يتم إنشاء صفحات تحمل نفس اللوجو ونفس الاسم، في حين أنها تبث مواد ومعلومات معادية للجيش والشرطة أو أخبارًا عن انشقاقهم.

ج‌.       رصدت الباحثة عددًا من الصفحات مجهولة المصدر التي تتحدث باسم الجيش أو الشرطة وتوحي بانشقاق الجيش؛ مثل صفحة الجيش الحر- صفحة فرقة الصاعقة المصرية (سيل النار) تصل العريش.

ح‌.       صعوبة تحديد الصفحات الرسمية وغير الرسمية بشدة، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار من جانب الجهات المختصة، وقد قامت الباحثة بالتأكد من الصفحات الرسمية من خلال الموقع الرسمي لوزارة الداخلية والموقع الرسمي للقوات المسلحة على الإنترنت.

وقد أوضح النقيب مصطفى عبد الفتاح، أدمن صفحة الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية أن الهدف من هذه الصفحات هو التواصل مع الجماهير المستهدفة وتوضيح الصورة لهم؛ لأن هناك فجوة بين المواطنين ووزارة الداخلية، كما أنه توجد ثلاثة أنواع من صفحات الشرطة على الفيس بوك كالتالي:

 

- صفحات رسمية تابعة لوزارة الداخلية، وهي الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، وهي أكثرها نشاطًا، وصفحة العلاقات الإنسانية والصفحات الرسمية لمديريات الأمن، مثل الصفحة الرسمية لمديرية أمن القاهرة وصفحة الإدارة العامة للمرور؛ وجميعها صفحات غير نشطة. وتستخدم هذه الصفحات البيانات الرسمية في منشوراتها posts التي يتم تحميلها على الصفحة في أوقات ثابتة، وهي الساعة الخامسة والساعة الحادية عشرة.

-صفحات غير رسمية تحت إشراف وزارة الداخلية، تم إنشاؤها بهدف التحرر من اللغة الرسمية في المنشورات، وفتح باب الحوار والتحدث بلغة بسيطة مع الجمهور المستهدف والرد على تساؤلاتهم، والتعليق على الأحداث، وكذا من الممكن استخدام هذه الصفحات كبديل عن الصفحات الرسمية في حال تعرضها للسرقة، مثل الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية، ويقوم على هذه الصفحات مجموعة من ضباط الشرطة بهدف تحسين الصورة الذهنية للشرطة المصرية وفتح باب الحوار مع الجمهور المستهدف، وكذلك لتوضيح جهود الشرطة المصرية في خدمة الوطن. وفي هذه الصفحات يُسمَح بفتح حوار مع الجماهير المستهدفة، على عكس الصفحات الرسمية.

- صفحات غير رسمية ولا تخضع لإشراف وزارة الداخلية، يقوم عليها مجموعة من الضباط، وهي عبارة عن جهود ذاتية للتواصل مع الجماهير المستهدفة.

كما تستخدم وزارة الداخلية تويتر واليوتيوب لمزيد من التواصل مع الجماهير المستهدفة.

 

أ‌-        أسباب استخدام صفحات الجيش والشرطة التي يتعرض لها المبحوثون على الفيس بوك

يُعد "الحصول على معلومات عما يجري من أحداث وآخر مستجدات الأحداث" أكثر أسباب ودوافع التعرض لصفحات الجيش والشرطة، وذلك بوزن نسبي بلغ 90.75، كما جاء في الترتيب الثاني لأسباب التعرض لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك "الاهتمام بمجال السياسة والأحداث الجارية" بوزن مرجح بلغ 89.33.

 

ب‌-     درجة ثقة المبحوثين في صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك

أكثر من نصف عينة الدراسة يثقون في صفحات الجيش والشرطة، حيث يثق إلى حد ما 47.8% من عينة الدراسة في هذه الصفحات، و33% من عينة الدراسة يثقون فيها بشدة.

 

ت‌-     مدى حرص المبحوثين على التفاعل مع صفحات الجيش والشرطة

يتضح أن النسبة الأكبر من المبحوثين تتفاعل مع صفحات الجيش والشرطة، في حين يكتفي 31.5% فقط بالمتابعة دون التفاعل.

 

ث‌-     أشكال وطرق تفاعل عينة الدراسة مع صفحات الجيش والشرطة

أكثر طرق مشاركة المبحوثين للتفاعل مع صفحات الجيش والشرطة هي التعليق على المنشور، بلغ، ويأتي في المرتبة الثانية الضغط على like أو أعجبني للموضوعات التي تنشر على صفحات الجيش والشرطة. وقد خلصت دراسة Linjuan Rita Men and  Wan-Hsiu Sunny Tsai(2013) إلى أن معدل تفاعل عينة الدراسة من الصينيين لصفحات الشركات على الفيس بوك معدل متوسط، وأن أكثر طرق التفاعل استخدامًا منهم هي مشاهدة المنشورات الخاصة بالشركات posts وما تحتويها من مضامين وصور، ويلي ذلك التعليق على المنشورات وتوجيه التساؤلات، ويلي ذلك وضع المنشورات من الجمهور المستهدف نفسه uploading user-generated content

ج‌-   مدى اعتماد المبحوثين على صفحات الجيش والشرطة كمصدر للمعلومات وقت الأزمات

اتضح أن النسبة الأكبر للمبحوثين يعتمدون على صفحات الجيش والشرطة كمصدر للمعلومات وقت الأزمات، حيث يعتمد33% من المبحوثين بدرجة متوسطة على هذه الصفحات، ويعتمد عليها 32.7% من المبحوثين بدرجة كبيرة.

 

ح‌-   مصداقية صفحات الجيش والشرطة لدى عينة الدراسة

 اتضح أن غالبية عينة الدراسة لديهم مصداقية مرتفعة أو متوسطة عن صفحات الجيش والشرطة التي يتعرضون لها. وقد خلصت دراسة (دينا عرابي وبسنت العقباوي 2012) التي استهدفت معرفة مدى مصداقية المضمون الخبري لمواقع التواصل الاجتماعي لدى الشباب السعودي، إلا أن استخدام "الصور" ضمن المضمون الخبري في مواقع التواصل الاجتماعي احتل أول عناصرالمحتوى تصديقًا عند الشباب، ويعكس هذا أهمية الصور فى المضامين الخبرية، ثم "ذكر مصدر الخبر"، ثم وجود أكثر من رابط لنفس الخبر، وكانت "الوثائق" فى المستوى الرابع، وبعد ذلك "الفيديوهات" في المستوى الخامس، كما خلصت الدراسة إلى تدني اهتمام الشباب بالأرقام والإحصائيات.

 

رابعاً: مناقشة أهم نتائج الدراسة

استهدفت الدراسة معرفة الدور الذي لعبته صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك لإدارة الأزمة التي تلت الثورة المصرية الثانية في 30 من يونيو 2013، حيث واجهت مصر أزمة عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه كمطلب شعبي لنهاية حكم الإخوان المسلمين في مصر، وأزمة اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وما ترتب على ذلك من تداعيات أدت إلى فضهما بواسطة الجيش والشرطة في يوم 14 من أغسطس 2013، وأيضًا المسيرات المتتالية لأنصار جماعة الإخوان المسلمين في أنحاء الجمهورية وما يترتب عليها من مواجهات، وكذلك الاعتداءات على المنشآت العامة وأقسام الشرطة. وكانت أهم نتائج الدراسة ما يلي:

·        النسبة الأكبر من المبحوثين يستخدمون الفيس بوك بمعدلات مرتفعة، كما جاء استخدام الفيس بوك "للحصول على معلومات عمّا يجري من أحداث وآخر المستجدات" في الترتيب الأول، يلي ذلك في الترتيب الثاني استخدام الفيس بوك "للدردشة والتواصل مع الأصدقاء، ثم جاء في الترتيب الثالث "للتعبير عن الآراء في الموضوعات المختلفة والأحداث الجارية". في حين افترضت دراسة

·        Ashwini Nadkarni and Stefan G. Hofmann(2011)، من خلال نموذج مفترض، أن أهم أسباب التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي هو "الحاجة إلى الانتماء إلى كيان أو جماعة" need to belong، والحاجة إلى تقديم الذات self –presentation. وتفسر الباحثة اختلاف النتائج إلى أنه وقت جمع البيانات كان وقت أزمة كبيرة وقلق يشعر به المواطنون إزاء الأحداث وتوتر في الأحداث ومظاهرات وقتلى واعتصامات، وعليه خلصت الدراسة الحالية إلى أن أهم دوافع التعرض هي الحصول على المعلومات ومراقبة البيئة، في حين أن نموذج Ashwini Nadkarni and Stefan G. Hofmann(2012) يتناول أسباب ودوافع التعرض ودوافع التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي في وقت غيروقت الأزمات.

·        جاء في المركز الأول من حيث ترتيب المبحوثين لصفحات الجيش والشرطة التي يتعرضون لها على الفيس بوك "الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة"، وهي بالفعل صفحة رسمية، وجاء في الترتيب الثاني صفحة "الشرطة المصرية" وهي صفحة غير رسمية تم تأسيسها في 13 من فبرابر 2011 وتتكون إدارة الصفحة من ضباط شرطة عاملين.

·        "الحصول على معلومات عمّا يجري من أحداث وآخر مستجدات الأحداث" يعد أكثر أسباب ودوافع التعرض لصفحات الجيش والشرطة، وجاء في الترتيب الثاني لأسباب التعرض لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك "الاهتمام بمجال السياسة والأحداث الجارية"، وفي الترتيب الثالث الشعور بالولاء والفخر والاعتزاز بمؤسسة الشرطة والجيش، وفي الترتيب الرابع "الدخول على هذه الصفحات وقت الأزمات المتعلقة بالسياسة أو الأمن القومي".

·        وقد عملت صفحتا "الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية" و"الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة" محل الدراسة كجهاز إعلامي لنقل أحداث فض الاعتصامات لحظة بلحظة، وعملت بقية الصفحات غير الرسمية الخاصة بالجيش والشرطة على متابعة الأحداث ونقلها ومناقشتها ونقل المنشورات عن الصفحات الرسمية، وبالتالي اعتمد عليها المبحوثون كمصدر للمعلومات وقت الأزمة، ولم يعتمدوا عليها بهدف التسلية والترفيه.

·        كما عملت "الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية" و"الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة" على الرد على الشائعات وتوضيح الحقائق في الأزمات التي تلت الثلاثين من يونيو 2013، وأهمها أزمة اعتصامات ميداني النهضة ورابعة العدوية، وكانت أهم إستراتيجيات الاتصال المستخدمة على الصفحتين محل الدراسة التحليلية هي: مكافحة الشائعات- إستراتيجية المعلومات ونقل الأخبار والأحداث وتوضيح الحقائق- بيان جهود الجيش والشرطة لعودة الأمن والأمان ومكافحة الشغب - إبراز دور الشهداء من الجيش والشرطة- إستراتيجية دعم الصورة الذهنية.

·        ووفقًا لنموذج « اتصالات الأزمة المرتبطة بالموقف:The situational Crisis Communication Theory»  والذي يركز على استخدام المؤسسة الإستراتيجية المناسبة وفقًا للأزمة التي تواجهها، فإن صفحات الجيش والشرطة استخدمت إسترايجيات مناسبة للموقف المطروح؛ مثل استخدام إستراتيجية مواجهة الشائعات لنفي شائعة تم نشرها في شبكة "رصد" الإخبارية بشأن وضع السيد اللواء محمد العصار تحت الإقامة الجبرية، ولتكذيب ما تمت إذاعته على قناة "الجزيرة" بشأن الأحداث الجارية بمسجد "الفتح" في محيط ميدان رمسيس. كما استُخدمت هذه الصفحات كوسيلة للتواصل مع الجماهير بآخر المستجدات والتنبيهات مثل الالتزام بحظر التجوال.وينصح  Valerie Champou and  others(2012)عند استخدام الفيس بوك كوسيلة لإدارة الأزمات بما يلي:1- استخدام فريق عمل بشكل متواصل لمتابعة الصفحة وما يُنشر عليها من تعليقات،ويمكن للمنظمة أن تقوم باختيار هذا الفريق من مختلف التخصصات في الشركة.2-أن يتم تتبع "الإشارات" mentions التي تشير للشركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة ما يُقال عن الشركة فيها.3- التحرك السريع تجاه الأزمات.4- دعم عملية الاتصال ذات الاتجاهين وفتح الحوار مع الجماهير المستهدفة، والاستماع إلى شكواهم، وفحص التعليقات ومنشوراتهم posts، وحذف غير الملائم منها.5- الشعور بالمسئولية واتباع سياسة الاعتذار إذا ما أخطأت الشركة، ويتم الاعتذار على صفحتها الرسمية وعلى الحائط wall بشكل مباشر أمام جماهيرها.6- اتباع سياسة تحديد المسئولية والخطأ والعمل على إصلاحه، وإعلان ذلك على صفحة الشركة الرسمية.

·        وجدير بالذكر أنه قد خلصت الدراسة الحالية إلى أن غالبية المبحوثين عينة الدراسة يثقون ولديهم مصداقية مرتفعة أو متوسطة عن صفحات الجيش والشرطة التي يتعرضون لها.

·        كلما زاد معدل استخدام المبحوثين للفيس بوك وأدى ذلك إلى زيادة اعتمادهم على صفحات الجيش والشرطة وقت الأزمات، بينما لا تؤثر معدلات استخدام الفيس بوك من جانب المبحوثين في الصورة الذهنية المتكوِّنة لديهم عن الجيش المصري، في حين كلما زاد معدل استخدام المبحوثين للفيس بوك أدى ذلك إلى زيادة تدهور الصورة الذهنية لجهاز الشرطة المصرية ولكن بمعدلات طفيفة.

·        يعتمد المبحوثون على صفحات الجيش والشرطة كمصدر للمعلومات بدافع الفهم والتوجيه، وليس بدافع التسلية والترفيه، كما أنهم يعتمدون على هذه الصفحات كمصدر للمعلومات وقت الأزمات بسبب ثقتهم فيها وبسبب مصداقيتها لديهم، ويزيد تفاعل المبحوثين مع هذه الصفحات كلما اعتمدوا عليها كمصدر للمعلومات. وهو ما يتفق مع دراسة Joanne Chen Lyu(2012) التي خلصت إلى أن أهم دوافع الجمهور الصيني (من الشباب) للاعتماد على الإنترنت كوسيلة اتصال وقت الأزمات الصحية هي دوافع توجيه سلوك الفرد action orientation ثم دوافع الفهم للأحداثself- understanding ، وبالتالي فإن الإنترنت يحمل القوة للتأثير في سلوك الأفراد بشكل مباشر وقت الأزمات، حيث يقرر الفرد من اعتماده على الإنترنت وقت الأزمات ماذا يفعل إزاء الأزمة. وهو ما يتفق أيضًا مع دراسة Linjuan Rita Men and Wan-Hsiu Sunny Tsai (2013) التي خلصت إلى أن أهم دوافع اعتماد الجمهور الصيني على صفحات الشركات على مواقع التواصل الاجتماعي هي الحصول على المعلومات، ويلي ذلك الترفيه الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث دوافع الاعتماد على هذه الصفحات.

·        كما توصلت الدراسة إلى أن اعتماد الجمهور على هذه الصفحات أدى إلى زيادة التأثيرات المعرفية والسلوكية والوجدانية لديهم، كما أدت إلى زيادة إيجابية الصورة الذهنية للجيش والشرطة المصرية في أذهانهم. ولا يوجد علاقة بين المستوى الاقتصادي- الاجتماعي للمبحوثين واعتمادهم على صفحات الجيش والشرطة كمصدر للمعلومات. ويرى Ashraf M. Attia and others(2011) أن هناك عددًا من العوامل التي تؤثر في سلوك الجماهير المتعرضة لوسائل التواصل الاجتماعي، كما تحدد مدى تأثرهم بمحتوى هذه المواقع، وهذه العوامل هي: الثقة، الولاء للوسيلة، الإعلام الشفهي word –of-mouth، حيث إن المعلومات التي يتشاركها الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو أكثر مصداقية وثقة بالنسبة لهم. وبالتالي تصبح عملية الاتصال الشفهية word –of-mouth communication أكثر قوة وخاصة في الدول التي يفتقد فيها المواطنون الثقة في البيانات الرسمية والمعلومات التي تُدلي بها حكوماتهم بشكل رسمي، ويستخدم المصريون وسائل التواصل الاجتماعي لإقامة علاقات مع الآخرين والحفاط على هذه العلاقات وكذلك من أجل النضال من أجل التغيير، وهو ما يؤدي إلى مزيد من المناقشات بين الأصدقاء الافتراضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يُعزز المشاركة المدنية civic participation، والسياسية political activism، وتتشكل على الفيس بوك روابط قوية بين الأصدقاء الافتراضيين حتى لو لم يتقابل هؤلاء الأصدقاء بشكل فعلي في الواقع، وهؤلاء الأصدقاء الافتراضيون على مواقع التواصل الاجتماعي يبدون للفرد ذوي مصداقية وثقة، وعادة ما تُبنى الصداقات والعلاقات على مواقع التواصل الاجتماعي على أساس الاهتمامات المشتركة. وبالتالي كانت أهمية أن تتواصل مؤسستا الجيش والشرطة على الفيس بوك مع الجماهير المستهدفة بشكل رسمي من خلال صفحات رسمية، وبشكل غير رسمي من خلال صفحات يقوم عليها متطوعون من أفراد الجيش والشرطة وتحت رعاية الجهات الرسمية للتواصل مع الجماهير المستهدفة بلغة بسيطة غير رسمية، قد تصل إلى المزاح في بعض الأحيان، واستخدام اللغة العامية وفتح حوار مستمر مع الجماهير المستهدفة.

خامساً: توصيات الدراسة

1-    التنويه المستمر في وسائل الإعلام الأخرى مثل الراديو والتليفزيون عن الصفحات الرسمية للجيش والشرطة على الفيس بوك، ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى مثل تويتر واليوتيوب.

2-    المراقبة الدقيقة والمستمرة لموقع الفيس بوك للتخلص من الصفحات التى تعمل على تشويه الصورة الذهنية لجهازي الجيش والشرطة.

3-    تفعيل صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة.

4-    أن يعمل في هذه الصفحات خبراء إعلاميون مع القائمين الفعليين من الضباط، كذلك من الممكن الاستعانة بخبراء إعلاميين لتصحيح الصورة الذهنية للشرطة المصرية من خلال وسائل إعلامية أخرى.

5-    أن تلتزم صفحات الجيش والشرطة بالحياد والموضوعية عند تناول الأحداث الجارية لكسب مصداقية الجماهير المستهدفة على المدى البعيد.

6-    بالنسبة للصفحات الرسمية تقترح الباحثة الإكثار من الأغاني الوطنية التي تثير الحماسة ومشاركات الجمهور.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟