المركز العربي للبحوث والدراسات : المصلحة الوطنية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل بعد 11 سبتمبر (طباعة)
المصلحة الوطنية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل بعد 11 سبتمبر
آخر تحديث: الأحد 02/12/2018 11:20 ص سمر سحقي - عرض: محمد عبد الهادي
المصلحة الوطنية في

تقوم العلاقات الدولیة المعاصرة علي ركیزتین أساسيتين، هما: القوة والمصلحة الوطنیة، وبينما تُمثل القوة في إطار المدرسة الواقعية "مفتاح الأساس" للعلاقات الدولیة، إلا أن هذه القوة لابد لها من غایة تسیر نحوها، وهي ما یعرف بالمصلحة الوطنیة، التى تشير في جوهرها إلي مجموع القیم الوطنیة النابعة من الدولة، مما يجعلها هدف حقیقي تسعي الدول لتحقیقه، كما أن دراسة العلاقـات بـین طـرفین یـؤدي إلـي تحليل وتفسـیر مفهـوم المصـلحة الوطنیـة، وبذلك تعد المصلحة الوطنیة هي "المفتاح الأساسي" في السیاسة الخارجیة.

ويُعد موضوع المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة میدانا خصبا للدراسة والبحث في العلاقة بین متغیر المصلحة الوطنیة والسیاسة الخارجیة الأمریكیة، وعلیه یمكن القول أن عملیة تحلیل دور المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة خاصة تجاه إسرائیل تعتبر عملیة صعبة ومعقدة یدیرها صانعوا السیاسة الأمریكیة في ضوء أهداف ثابتة وظروف متغیرة.

إن مسألة ما إذا كانت إسرائیل تمثل مصـلحة للولایـات المتحـدة تضـع الباحثين المهتمين بهذا الشأن أمـام العدیـد مـن الاتجاهـات الشـائكة، ومواجهة إشكال ملح حول كیفیة تصور الولايات المتحدة الأمريكية لمصالحها تجاه إسرائیل والأسباب الكامنة وراء دعمها سیاسیا، اقتصادیا، عسكریا، وإیدیولوجیا على حساب الدول العربیة، ومصیر هذه العلاقة اللامشروطة في ظل المتغیرات على الساحة الدولیة والإقلیمیة، خصوصا بعد موجة الحراك الشعبي العربي في أواخر 2010 وبدايات 2011، وما شهدته وما زالت تشهده المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من تغيرات اجتماعية وسياسية وعسكرية طاحنة يؤشر عليها صعود التطرف الإسلامي وتفشـي الطائفية والولاءات الفرعية وتحديات الدولة القومية العربية، وقد أنذرت بتغير الصورة الحالية للوضع السياسـي والجيوإستراتيجي الذي تأسس عليه النظام الإقليمـي العربي عبر مراحل متتالية منذ عهد التحرر الوطنـي وصعود الدولة العربية الحديثة، وعليه دخول متغیرات جدیدة ضمن إدراكات القیادتين الأمریكیة والإسرائیلیة.

هنا يدور مضمون هذه الأطروحة للباحثة الجزائرية سمر سحقي بعنوان "المصلحة الوطنية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل بعد 11 سبتمبر 2001"، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراة ل م د في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تخصص دراسات أمنية دولية، والتى نوقشت وتمت إجازتها في العام الدراسي 2017/ 2018.

تقع الأطروحة في 414 صفحة اشتملت علي مقدمة تضمنت خطة الدراسة، وأربعة فصول رئيسية قسمتها الباحثة بشكل متوازن إلي ثلاث مباحث لكلا منها، وخاتمة احتوت على النتائج والتوصیات وملاحق وقائمة المراجع، فضلا عن تضمنها أشكال وجداول، وكما ذكرت الباحثة في مبررات الدراسة أن مييولاتها واهتماماتها العلمية أهم ما وجهها لاختیار هذا الموضوع، حيث رأته موضوعا شیقا یدفع الطالب للبحث والتنقیب أكثر بحكم انتمائها للوطن العربي، فدراسة السیاسة الخارجیة الأمریكیة تجاه إسرائیل یحمل العدید من التحدیات نظرا لخطورتها، بالتالي نظرت إلى أهمیة إثراء هذا الموضوع، والتوسع فیه والإلمام بمختلف التطورات الحاصلة في المنطقة بعد 2011 لیكون مرجعا مستقبلیا لصناع القرار في الدول العربية لفهم شبكة المصالح الأمریكیة الإسرائیلیة ومستقبل هذه العلاقة على المدى القصیر والمتوسط على الأقل.

انطلقت الباحثة في تحلیلها للموضوع من المقاربة المتمثلة في النظریة الواقعیة وعامل القوة والمصلحة الوطنیة كمتغیر موجه لسیاسة الولایات المتحدة الأمریكیة، وتقع الدراسة ضمن فترة هامة من تاریخ العلاقات الدولیة ابتداء من أحداث 11سبتمبر 2001، وما أحدثه من تحولات استراتیجیة كبیرة على مستوى النظام الدولي، وصولا إلى موجة الاضطرابات الشعبیة والحراك الذي شهدته المنطقة العربیة منذ أواخر 2010 وبدایات 2011 بدایة من تونس وصولا إلى مصر ولیبیا والیمن وسوریا والعدید من الدول الأخرى التي شهدت حراكا شعبیا محدودا، وكیفیة تأثیر هذه الأحداث على مدخلات ومخرجات مصالح القوى الكبرى، وعلیه فقد تعاملت الباحثة مع هذه المرحلة الحساسة بالتركیز على فاعلین یتمثلان في الولایات المتحدة الأمریكیة وإسرائیل، إضافة إلى مجموع التفاعلات والتحالفات الإقلیمیة المرتبطة بمجموعة من المصالح المتضاربة، وبالتالي ركزت على كیفیة رصد صانع القرار الأمریكي لمصالحه وعلاقاته مع إسرائیل في ظل تداخل شبكة التحالفات الجیوستراتیجیة الإقلیمیة خصوصا مع تعقید الوضع السوري، تغیر القیادة الأمریكیة مع صعود المترشح الجمهوري دونالد ترامب، وبالتالي تناول فترة جدیدة من حكم الإدارة الأمریكیة تحت رئاسة دونالد ترامب، وتوقع بروز سیاسات خارجیة مخالفة، إضافة إلى بروز متغیرات جدیدة على الساحة الاقلیمیة والدولیة یمكن أن تؤثر على طریقة إدراك صانع القرار الأمریكي لمصالح بلاده على المستوى الخارجي وانعكاسات ذلك على المنطقة العربیة بشكل مباشر، وجميعها یجب أخذها بعین الاعتبار عند محاولة إعادة تقییم العلاقات الأمیركیة الإسرائیلیة في ظل إدارة ترامب، مقارنة مع الإدارات السابقة لباراك أوباما وجورج بوش الابن، كما رجعت الباحثة إلي فترات سابقة للضرورة العلمیة من أجل تحلیل سلوكیات السیاسة الخارجیة الأمریكیة في فترات زمنیة مختلفة.

ینحصر موضوع الدراسة أساسا بالتركیز على إسرائیل باعتبارها الحلیف الأمریكي الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وقد ركزت الباحثة أساسا على العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة، إضافة إلى أهم التحالفات والمصالح المتشابكة مع المصالح الأمریكیة والإسرائیلیة في منطقة الشرق الأوسط لتشمل دولا أساسیة في التحلیل مثل سوریا، إیران، مصر وبعض من دول الخلیج،

وتمثلت اشكالیة الدراسة في تحلیل العلاقة القائمة بین عامل المصلحة الوطنیة كمحدد یتحكم في صیاغة السیاسة الخارجیة الأمریكیة تجاه إسرائیل وعلیه نطرح الإشكال التالي: كیف یمكن فهم وتفسیر المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة تجاه إسرائیل في ظل تغـــیر مكونات هذه المصالح مع التغیرات التي تشهدها البیئة الإقلیمیة والدولیة؟. هذا ما سعت الباحثة في هذه الدراسة للإجابة عليه علي ضوء الفرضیات التي صاغتها.

استعانت الباحثة في إطارها المنهجي بالعدید من المناهج، تمثلت في؛ المنهـــج التاریخــي، والمنهـــج الوصفي، والمنهج الإحصائي، وتـقنـیات الاسـتشـراف، وبالتالي اعتمدت علي تتبع أبرز التطورات الحاصلة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر في ظل تعاقب ثلاثة إدارات أمريكية، مرورا بالتحولات السیاسیة التي تشهدها المنطقة العربیة منذ بدایة 2011 إضافة إلى تتبع السیاسة الخارجیة للولایات المتحدة تجاه إسرائیل في فترات زمنیة مختلفة لرصد أیة تحولات في السلوك بشكل مقارن، ودراسة العلاقة الأمریكیة الإسرائیلیة تحلیلها واستنباط مجریاتها والوقوف على الأسباب والنتائج المترتبة على هذه العلاقة، ومن ثم كیفیة رصد صانع القرار الأمریكي للمصالح الوطنیة تجاه إسرائیل، واختبار هذه العلاقة من خلال الاستعانة بإحصائیات وجداول واستخدام بيانات كمية للوصول إلى إثبات أو نفي وجود مصالح أمریكیة-إسرائیلیة مشتركة، ومن ثم محاولة رصد الأبعاد المستقبلیة للتصور الأمریكي للمصلحة الوطنیة تجاه إسرائیل وبالأخص بعد وصول الرئیس الجمهوري دونالد ترامب للبیت الأبیض، وتفهم التوجهات والتعرف على الفرص والمخاطر، وعلى فهم التطورات الممكنة في المستقبل. بينما في الإطـار الإیـــتیــــمولـــوجــي أو المفاهيمي فقد حددت الباحثة مفاهيم الــشرق الأوســط والحــراك الاجــتماعي والســیاسي وقسمته الباحثة إلى الحـــراك الاجتماعي، والحراك السیاسي، ثم الاحتجاج، فمفهوم الثــورة ، وأخيرا مفهوم الأزمة.

التأصیل المفاهیمي والنظري للمصلحة الوطنیة في السیاسیة الخارجیة الأمریكیة

اشتمل الفصل الأول علي ثلاث مباحث أولهما بعنوان "المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة"، بينما المبحث الثاني "المقاربات النظریة المفسرة للمصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة"، ثم المبحث الثالث "أولویات المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة: الآلیات والوظائف"، وقد قامت البحثة عبر هذا الفصل بالتأصیل المفاهیمي والنظري للمصلحة الوطنیة في السیاسیة الخارجیة من حیث تعریفها، الخلفیة التاریخیة لتطور هذا المفهوم منذ العصور القدیمة الوسطى والحدیثة، ثم تحدید المفاهیم المتداخلة والمتشابكة مع مفهوم المصلحة الوطنیة، لتأتي بعد ذلك إلى التطرق لمفهوم المصلحة الوطنیة ضمن نظریات العلاقات الدولیة (الواقعیة، اللیبرالیة، البنائیة، المدرسة الانجلیزیة والنظریة النقدیة... إلخ)، ومن ثم التطرق لكیفیة تحدید المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة وظائفها أنواعها وحدودها في إطار السیاسات الخارجیة للدول بشكل عام.

تحــدید طبــیعة المــصلحة الوطنیة في إطــار العلاقــات الأمــــریكیة الإسرائیلیة

أما في الفصل الثاني الى حوي أيضا ثلاث مباحث، كان مبحث الأول "محددات العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة: دراسة في المقاربات المفسرة"، ومبحثها الثاني "أبعاد المصلحة الوطنیة في العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة"، وأخيرا المبحـث الثالـث "المصـلحة الوطنیـة فـي إطـار العلاقـات الأمریكیـة الإسـرائیلیة بعـد 11سبتمبر 2001"، وقد قامت الباحثة بالتركیز علي دراسة وتحلیل تطور مفهوم المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة منذ إعلان قیام إسرائیل في سنة 1948 لحین وصول الرئیس الأمریكي دونالد ترامب، وذلك من خلال فحص تطور العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة علي مر الإدارات المتعاقبة، ثم التركیز على أبعاد ومؤشرات المصلحة الأمریكیة تجاه إسرائیل من خلال التطرق للمؤشرات السیاسیة، العسكریة والاقتصادیة، ثم تحلیل تداعیات أبعاد هذه المصالح علي أهم القضایا في الشرق الأوسط مثل الصراع الفلسطیني الإسرائیلي، ثم تقییم انعكاسات أحداث 11 سبتمبر 2001 علي واقع التحالف الأمریكي الإسرائیلي ما بین التكالیف والفرص.

أبــعاد المصلحة الوطــنیة في العلاقــات الأمریكــیة الإسرائــیلیة بعد الحــراك العربي 2011

أما الفصل الثالث جاء مبحثه الأول بعنوان "تـداعیات الحـراك العربـي بعـد 2011 علـى طبیعـة المصـالح الأمریكیـة-الإسرائیلیة"، ومبحثه الثاني "تطورات الأزمـة السـوریة وخریطـة المصـالح الأمریكیـة–الإسـرائیلیة فـي منطقة الشرق الأوسط بعد 2011"، ومبحـــثه الثالـــث "الـــدور الإیرانـــي فـــي الأزمـــة الســـوریة وتداعیاتـــه علـــى المصـــالح الأمریكیة-الإسرائیلیة في منطقة الشرق الأوسط بعد 2011"، فقد قامت الباحثة في إطاره بالتركیز على أبـعاد المصلحة الوطــنیة في العلاقــات الأمریكـیة الإسرائـیلیة بعد الحـراك العربي في 2011، وتحدید المصالح الأمریكیة والإسرائیلیة في ظل موجة الحراك، ومن ثم تداعیات هذه الأحداث على واقع التحالف الأمریكي الإسرائیلي، وذلك من خلال التركیز على متغیرین رئیسین لدراسة أبعاد المصلحة الوطنیة في العلاقة بین الطرفین من خلال التطرق للأزمة السوریة والدور الإیراني خصوصا في فترة ولایة باراك أوباما وصولا لترامب، وما یمكن أن یشكله هذین المتغیرین من تحدیات یمكن أن تعید تقییم مفهوم المصلحة الوطنیة الأمریكیة ومدى انعكاساتها على علاقاتها وتحالفها مع إسرائیل.

دراسة مستقبلیة .. الثــابت والمتحول في مفهوم المصلحة الأمریكیة تجاه إسرائیل في ظل إدارة دونالد ترامب

أما في الفصل الرابع فقد استخدمت الباحثة تقنيات الاستشراف وبناء السيناريوهات المستقبلية، وذلك في مبحث أول تضمن "الســـیناریو الاتـــجاهــي /الخطي"، بينما المبحث الثاني فعرض "الســــیناریو الاصـــلاحي"، أما المبحث الثالث فاحتوي "السیناریو التحولي/الرادیكالي"، وهكذا فقد تناولت الباحثة قـراءة مسـتقبــلیة لتــصور مفهوم المصلحة الوطنیة في إطار العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة في ظل إدارة دونــالـد تــرامـب بین الثابت والمتحول، وذلك من خلال بلورة ثلاثة سیناریوهات تشمل السیناریو الاتجاهي الذي فرض استمرار الوضع على حاله، السیناریو الإصلاحي والذي توقع زیادة كبیرة في الارتباط بین الطرفین مع وصول الرئیس الجمهوري دونالد ترامب للإدارة الأمریكیة، أما السیناریو التحولي فأشار إلي امكانیة تراجع العلاقات بین الطرفین نظرا لتقدیم ترامب تصور مغایر لمفهوم المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة بالنظر للعدید من الاعتبارات الداخلیة والمتغیرات الإقلیمیة والدولیة.

اعتمدت الباحثة علي أهم الأدبيات السابقة الأجنبية والعربية التي تناولت هذه الظاهرة في العلاقات الدولية، إلا أنها قد وجدت أن هناك دراسات محدودة نسبیا خصوصا باللغة العربیة والتي تطرقت لتحلیل شامل لمفهوم المصلحة الوطنیة كموجه لسیاسات الدول الخارجیة، وعلیه فأطروحتها قد جمعت بین الدراسة النظریة والتطبیقیة لمفهوم المصلحة الوطنیة كركیزة أساسیة في توجیه السیاسة الخارجیة، ثم تطبیق هذا المفهوم في إطار العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة لحین انتخاب الرئیس الأمریكي دونالد ترامب، كما أشارت إلي أنه نظرا للنقص الكبیر في أطروحات الدكتوراه التي تناولت المصلحة الوطنیة الأمریكیة تجاه إسرائیل سواء باللغة العربیة أو الأجنبیة فقد قامت بالاعتماد على أهم الكتب التي شكلت حجر الأساس في دراسة وتحلیل العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة منذ نشأتها، بالرغم من ذلك تعتبر هذه الدراسات قدیمة بحیث تقف عند فترات زمنیة محددة ولا تستجیب للأحداث المتغیرة التي تشهدها الساحة السیاسیة الاقلیمیة والدولیة. وعلیه تميزت الدراسة هذه كتغطیة لأوجه النقص وكتكملة لما سبق وكإضافة لما طرح في إطار هذا الموضوع، كما تفتح المجال لباحثین آخرین للانطلاق منها والبحث في جوانب الموضوع الشائكة والمتغیرة في المستقبل.

في الأخیر وبناء على ما تناولته الباحثة في فصول الدراسة ومن خلال المعطيات والإحصائيات، ومحاولة منها للإجابة على الإشكالیة الرئیسیة والتساؤلات الفرعیة للبحث، قد تمكنت من الخروج بأهم النتائج والتوصیات لأطروحتها، ومن خلال دراسة مفهوم المصلحة الوطنیة في السیاسة الخارجیة الأمریكیة تجاه إسرائیل وجدت أنها تتأثر بالعدید من المحددات الداخلیة، الإقلیمیة والدولیة، فعلى الرغم من وجود تناقضات بین أهداف ومصالح كل من الولایات المتحدة وإسرائیل حول العدید من القضایا الهامة على الساحة الإقلیمیة إلا أن هناك التزام أمریكي عمیق بأمن ومصالح إسرائیل كما أن العلاقات الاستراتیجیة بین الطرفین مستمرة بوتیرة أفضل خصوصا مع مجئ الرئیس الأمریكي الجدید دونالد ترامب لسدة الحكم.

یمكن القول أنه فضلاً عن الجهد العلمي الذي بذلته الباحثة وقدراتها البحثية المتميزة وامتلاكها أدوات البحث الأكاديمي وقواعده المعتبرة، ما يزيد من أهمية هذه الأطروحة أيضا، توصلها إلي أن علي الرغم من توتر أو تأزم العلاقات الأمریكیة الإسرائیلیة خصوصا خلال فترتي الرئیس الأمریكي باراك أوباما إلا أن ذلك لم یعني أن العلاقات كانت معرضة للانكسار، فالدعم الأمریكي لإسرائیل استمر وبشكل یفوق فترات سابقة، كما أن مجئ ترامب قد شكل استمراریة أكثر من التغییر في تصوراته للمصلحة الوطنیة لبلاده تجاه إسرائیل خصوصا مع خریطة الأحلاف والمصالح التي بدأت في الظهور للعلن بین إسرائیل ودول الخلیج ما یجعل إسرائیل محور السیاسات الأمریكیة والشرق أوسطیة على المدى المتوسط والبعید.