المركز العربي للبحوث والدراسات : التأثيرات الإجتماعية والسلوكية لاستخدام لمواقع الإباحية (طباعة)
التأثيرات الإجتماعية والسلوكية لاستخدام لمواقع الإباحية
آخر تحديث: الخميس 22/09/2016 02:32 ص د. شريف درويش اللبان* - دينا عمر فرحان**
التأثيرات الإجتماعية

إن ظاهرة المواقع الإباحية علي شبكة الإنترنت تحمل في طياتها عديدًا من القيم السلبية التي يمكن أن يكتسبها الشباب من الجنسين، بما قد يؤدي إلي نشر الرذيلة في المجتمع، ولاسيما بعد انتشار هذه المواقع بشكل ينُذر بالخطر، حتي أنه بحلول نهاية عام 2014 كان توجد ما يزيد عن 530 مليون صفحة إباحية تملكها في الغالب 60 شركة، كما أن 83,5 مليون زائر من الشباب والمراهقين زاروا مواقع اباحية خلال شهر ديسمبر من العام 2014. وقد تحولت الإباحية إلي صناعة Cybersex Industry تدر عائدات تصل إلي بليون دولار سنويًا، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلي ما يتراوح بين 5-7 بليون دولار خلال العامين القادمين. وتشير بعض التقديرات أن عائدات هذه الصناعة تدُر للولايات المتحدة الأمريكية عائدات أكبر من عائدات شبكات التليفزيون الرئيسة ABC, CBS, NBC مجتمعة.

وتُعد هذه الدراسة من الدراسات الملحة والمهمة فى هذا العصر خاصةً مع انتشار الإنترنت واستخدامه بين المراهقين الأمر الذى يجعلنا نضع عشرات من علامات الاستفهام فى كيفية إدراك الشباب لعنصر التوظيف لهذه التكنولوجيا فى حياته العامة والخاصة؛ فالإنترنت ما هو إلا وسيلة إعلامية كسائر الوسائل له عديدٌ من الإيجابيات والسلبيات، ولعل من أبرز سلبياته الحرية الجنسية والإباحية فى صفحاته، وهو الأمر الذى يمثل ناقوسَ خطرٍ على المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة.

إن المواقع الإباحية تحمل عديدًا من القيم السلبية على الشباب من الجنسين، وتؤدي الى نشر الرذائل فى المجتمع، والأخطر هو انتشار هذه المواقع بشكل كبير، و كذلك انتشار مقاهى الإنترنت التى تساعد الشباب على الهروب من رقابة الأسرة، علاوة على انتشار أجهزة اللابتوب المحمولة والأجهزة اللوحية والتليفونات المحمولة الذكية، الأمر الذى يدفعنا الى تفحص تجارب الدول المختلفة في تبني آليات الرقابة على الإنترنت وبصفة خاصة على المواقع الإباحية، ولاسيما أن هذه الرقابة تختلف من مجتمعٍ إلى آخر ومن دولة إلى أخرى حسب طبيعة البيئة الاجتماعية والتقاليد والعادات المرتبطة بها.

وتتمثل أهمية الدراسة الحالية فى تسليط الضوء على هذه الظاهرة المنتشرة بين الشباب والذين يمثلون عصب المجتمع وحضارته الآنية والمستقبلية وفتح الطريق لتناول هذه الموضوعات الخاصة أو الحساسة أو التي يحرص المجتمع علي عدم الاقتراب منها Taboos، بدعوى أن تناولها وتسليط الضوء عليها يؤدي إلى نشر الفساد، وهي النظرة القاصرة نفسها التي تبنتها الدول الاشتراكية، حيث كانت الصحف فيها لا تنشر أخبار الحوادث والجرائم حتي لا تنتشر في المجتمع الاشتراكي!، كما تسعى الدراسة إلى وضع معايير لمعرفة مدى إدراك الشباب لخطورة هذه المواقع على المجتمع وعلى أنفسهم والحث على وضع أسس منهجية ومعرفية وقانونية للحد من انتشارها.

منهجية الدراسة:

تبنت الدراسة نظرية التأثرية الثلاثية أو تأثرية الآخرين Third-Person Effect لكى تفسر نتائج هذا البحث؛ إذ أنها تُعد الأكثر قُربًا من موضوع البحث، وتعود جذور هذه النظرية إلى عالم الاجتماع الألماني فيليبس دافيسون Philips Davison الذى لفت انتباهه مجموعة من الملاحظات والتجارب دفعته إلى وضع نظريته التي تطورت من مجرد ملاحظة قد تبدو للبعض خادعة إلى مجالٍ خِصب للدراسات الاعلامية، وينظر بعض الباحثين إلى هذه النظرية باعتبارها منظورًا مبتكرًا وجديدًا فى دراسة الرأي العام، كما يشير البعض إلى كونِ فروضِها جذابة جدًا وإلى كونها مدخلاً رئيسًا لقياس تأثيرات وسائل الإعلام.

ويَنُصُ الفرض الأول لهذة النظرية على أن الأفراد يميلون إلى المبالغة فى تقييم تأثير وسائل الإعلام على اتجاهات وسلوك الأفراد الآخرين بحيث يعتقدون أن التأثير الأكبر لوسائل الإعلام لن يكون على الشخص الأول on me: the first person ولا عليك (الشخص الثانى) on you: the second person إانما عليهم (الأشخاص الآخرين) on them: the third persons ، أما الفرض الأساسي الثاني فيشير إلى أن الأفراد نتيجةً لهذا الموقف الإدراكي سوف يتخذون موقفًا ويقومون بفعل من شأنه حماية الآخرين من التأثيرات الناتجة عن التعرض لوسائل الإعلام.

وينتمى هذا البحث إلى نوعية الدراسات الوصفية الميدانية التي تستهدف توصيف ودراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع عامةً والمراهقين خاصةً، وقياس مدى إدراك المراهقين لهذة التأثيرات وذلك عن طريق إجراء الدراسة الميدانية. واستخدمت الدراسة منهج المسح الذي يُعتبر من المناهج الأساسية المناسبة للدراسات الميدانية، واعتمدت الدراسة على استمارة الاستقصاء لجمع بيانات الدراسة؛ فقد تم تصميم الاستمارة لتشمل عددًا من الأسئلة بشقيها المفتوح والمغلق وذلك للاستفادة من الدراسات السابقة فى هذا المجال، وتم ترتيب الاستمارة على الطريقة التقليدية المتبعة فى معظم دراسات النظرية، وهي تبدأ بالتأثير على الأنـــا (Self) ثم الأسئلة المتعلقة بالتأثير على الآخرين (Other) ثم الأسئلة المتعلقـة بالمكــون السلوكي (Restrictions) وتُسمى هذه الطريقــة بـ (S.O.R) وتمت عمل استمارة بحثية، ومراجعتها للتأكد من الترتيب المنطقي للأسئلة. وتم تطبيق الاستمارة على 400 مبجوثًا من الشباب الجامعي بالجامعات الحكومية والخاصة ممن ينتمون إلى الجنسين لتحقيق أهداف الدراسة.

أولاً- المخاطر الإباحية للإنترنت وكيفية التغلب عليها

على الرغم من أن مخاطر الانترنت قد نالت اهتماماً واضحاً فى الغرب منذ سنوات، ولكن هذه المخاطر تبدو متفاقمة وكامنة فى المجتمع العربي والمصري؛ لأن الكتابات فى هذا الموضوع تعد قليلة للغاية. وتتبنى السياسة الحكومية فى مصر مبدأ الحرية المطلقة للشبكة، وهو ما يسمح لأكثر من 400 ألف موقع جنسي فاضح باقتحام غرف نوم الصغار، فهناك مليون أسرة مصرية على الأقل فى مواجهة خطر يتسلل عبر شاشة الكمبيوتر، وتتجاهل السؤال الذى تسعى الجماعات المختلفة فى الغرب للإجابة عنه: هل يتعرض الأطفال والشباب للمواقع الجنسية الهدامة على شبكة الإنترنت؟ وكيف يمكن الرقابة على تجوال الأبناء على الشبكة؟.

ونسـتطـيـع أن نلخـص أهـم المخـاطـر الـتى يتـعــرض لها الشباب والأطفال من إدمان مشاهدة ما يخدش الحياء على الإنترنت فى النـقـاط الآتـيـة:

(1) إن تأثير مشاهدة صور العري والعنف والجنس على المستخدمين تكون حادة للغاية، فقد تبين أن عدداً كبيراً من المتهمين بارتكاب جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي كانوا مشاهدين لمواقع العُري، ولكن لا شيء يهم أمام صناعة مربحة للغاية تقوم على استغلال الصور الإباحية ويصل عائدها إلى بلايين الدولارات.

(2) تزداد حدة تأثير مشاهدة مواقع العُري والجنس على الأطفال والمراهقين، حيث يحل ذلك محل الصورة الذهنية للأنثى فى عقل الطفل، والتى تتحول من كائن يحترمه ويتعايش معه إلى مجرد رمز جنسي.

(3) حتى بالنسبة لكبار السن أيضاً، فقد أرسلوا إلى غرف الدردشة حول هذه الموضوعات رسائل تؤكد أن هذه المواقع قد استثارتهم أيضاً، وشككوا فى قدرة الأطفال والشباب وحدهم على الخروج من براثن هذا الفخ المنصوب على الشبكة.

وتخوض صناعة برمجيات الكمبيوتر والشركات التى توفر خدمات الانترنت حرباً شرسة ضد الصور الإباحية التى تُبث على شبكة الإنترنت، والتى تصور دعارة الأطفال، وضد المهووسين بممارسة الجنس مع الأطفال. ودعت إحدى المؤسسات البريطانية إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن من خلالها للأسرة أن تضمن - إلى حدٍ ما - تواجدًا آمنًا بعيدًا عن هذه النوعية من المواقع:

1- لابد لكل أسرة أن تضع جهاز الكمبيوتر الخاص بالأبناء فى غرفة المعيشة أو فى منطقة مركزية من المنزل بحيث يمكن مراقبته بسهولة فيها. فثمة خطورة من ترك جهاز الكمبيوتر وحيدًا مع الأطفال خلف الجدران المغلقة، حيث أن مشاهدة الصور العارية نشاط خاص لا يمارسه الطفل أو المراهق إلا إذا كان وحيداً، وهكذا يتسلل الخطر إلى الأسرة من قلب جهاز الكمبيوتر. كما ينصح بألا يدخل الأبناء صغار السن إلى الشبكة إلا فى وجود أحد الأبوين حتى لا يتعرض هؤلاء الأبناء لبعض المواقع الإباحية دون قصد.

2- يجب فحص قائمة العناوين المفضلة بالكمبيوتر ومخزن الذاكرة المؤقتة الذى يحتوى على مواقع الإنترنت التى تمت زيارتها للتعرف على المواقع التى زارها الأبناء.

3- الطلب من الأبناء ألا يعطوا أبدًا أسماءهم الحقيقية، أو أرقام هواتفهم وعناوينهم، أو حتى عنوان بريدهم الإلكتروني لأي فرد على شبكة الإنترنت دون موافقة الوالدين، ويجب معرفة من هم أصحاب أبنائك الذين يتخاطبون معهم على الشبكة.

4- لابد لأولياء الأمور أن يحفظوا كلمة السر التى تسمح بالدخول إلى الإنترنت، ويحددوا التوقيت المناسب لدخول أبنائهم للشبكة، ويمكنهم اختيار مجموعة متنوعة، من المواقع الآمنة التى يُسمح للأبناء بدخولها.

5- يجب أن تفهم الأسرة أن العنف والصراخ عند اكتشاف تردد الأبناء على المواقع الجنسية على الشبكة لن يُجدي، المهم هو الحديث معهم وإقناعهم بأن هذه المواقع ضارة جداً بالنسبة لهم، وتوجيه اهتمامهم إلى مواقع أخرى أكثر تنوعاً وقدرة على تسليتهم.

6- يجب معرفة أن شركات البرمجيات توفر أدوات تمكن أولـيـاء الأمــور من حـجـب المـواد التى لا تعتبر مناسبة للأبناء، وتشـمـل هــذه الأدوات الـرسـائـل الفــورية للأولاد الصغار. وتـوجـد أيضـاً برامج إضـافـيـة مفــيــدة لإعـاقـة المــواد الإبـاحـيـة مثل "سايبر باترول" Cyber Patrol "ونت نانى" Net Nanny و"سايبر سيتر" Cyber Setter.

7- يجب أن ندرك أنه لا يوجد شيء يتصف بالكمال، حيث تعتمد جودة برمجيات الكمبيوتر التي تقوم بحجب المواد غير المناسبة على جودة الشركة التى تقوم بإنتاجها. ولدى مواقع المساعدة مثل www.getnetwise.org محركات بحث تمكن الأسرة من معرفة ما إذا كانت الشركة تنشر معايير للتنقيح والفرز، وقائمة بالمواقع المرشحة والكلمات الأساسية التى تستعملها لحجب المواد غير المرغوبة.

8- يجب التعامل مع جرائم الانترنت مثل الجرائم الأخرى فى الحياة، وإذا كنت تعتقد أن شخصاً يحاول استغلال ابنك، فعليك إبلاغ الشرطة، علماً بأن وزارة الداخلية المصرية قررت إنشاء إدارة مباحث جديدة لمكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات منذ سبتمبر من العام 2002.

ثانيًا: أنماط استخدام الكمبيوتر والإنترنت وعلاقتها بالإباحية الإلكترونية

وفيما يتعلق بأنماط استخدام المبحوثين للكمبيوتر والإنترنت، تبين أن معظم أفراد العينة يمتلكون كمبيوتر شخصي منزلي وإن زاد اعتمادهم على أجهزة اللابتوب المحمولة، علاوة على امتلاك نسبة متوسطة منهم للأجهزة اللوحية  Tabsوالتليفونات المحمولة الذكية Smart Phones، كما تبين أن أغلب مفردات العينة تستخدم الكمبيوتر الشخصي أو اللابتوب فى غرفتهم الخاصة بنسبة 40% ثم بالتساوي فى غرفتي الصالة والمكتب بنسبة 14% ثم حجرة الأخ بنسبة 4% وأخيرًا فى حجرة المعيشة بنسبة 2%، وهو ما يزيد من خطورة تعرض الشباب للمواقع الإباحية، وذلك لإمكانية الولوج لهذه المواقع بحرية نتيجة وجود أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والتليفونات المحمولة الذكية فى غرفتهم الخاصة، وإمكان حملها معهم أينما كانوا. تبين كذلك أن أغلب مفردات العينة تفضل استخدام شبكة الإنترنت برفقة الآخرين وذلك بنسبة 76%، بينما يفضل الآخرون استخدام الشبكة بمفردهم بنسبة 24% . 

ويستخدم أغلب مفردات عينة الدراسة الإنترنت بمعدل ست أو أربع مراتٍ فى الأسبوع بنسبة 38%، ثم بمعدل مرتين أو ثلاث مرات فى الأسبوع بنسبة 22%، ثم بمعدل مرة واحدة أسبوعيًا بنسبة 20%، ثم بمعدل أربع أو خمس مرات فى الأسبوع بمعدل 16%.

ويقضي 30% من مفردات عينة الدراسة أربع ساعات فأكثر عند استخدام شبكة الإنترنت، ثم من ساعة إلى أقل من ساعتين بنسبة 26%، ثم من ساعتين إلى أقل من ثلاث ساعات بنسبة 22%، ثم من ثلاث ساعات إلى أقل من أربع ساعات بنسبة 20%، ثم أقل من ساعة بنسبة 2%، وهو ما يبين ازدياد الساعات التى يقضيها الشباب عند استخدام الإنترنت.

ويستخدم 42% من المبحوثين يستخدمون الإنترنت فى فترة السهرة، ثم 40% يستخدمونها فى الليل، ثم 14% يستخدمونها فى فترة العصر والمساء، ثم 4% يستخدمونها فى فترة الظهيرة، بينما لم يبدي أى من المبحوثين إشارة إلى استخدام الإنترنت فى الفترة الصباحية، ومن الواضح أن تركز استخدام الإنترنت في فترة السهرة والساعات المتأخرة من الليل يهيئ الفرصة أمام الشباب للدخول إلى المواقع الإباحية والدردشات الجنسية بعيداً عن رقابة الأسرة.

ويستخدم أغلب المبحوثين خدمة الدردشة على شبكة الإنترنت بنسبة 25.3%، ثم البريد الإلكتروني  E-mail  بنسبة 17.3%، ثم مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الأغانى بنسبة 16.7%، ثم مواقع التسلية والألعاب 12%، ثم البحث العلمي بنسبة 10.7%، ثم تصفح الشبكة بوجه عام بنسبة 9.3%، ثم الاتصال التليفوني ببلدان أخرى بنسبة 4.7%، ثم التسوق بنسبة 2.7%، ثم المنتديات وتحميل الأغاني والأفلام بالتساوي بنسبة 7.% .

ويعطي 70% من المبحوثين معلوماتٍ صحيحة عن أنفسهم خلال استخدام شبكة الإنترنت بينما 30% لا يُعطون معلوماتٍ صحيحة عن أنفسهم، و هو ما يفضله قطاعٌ غير قليل من المراهقين عند استخدامهما لشبكة الإنترنت، وخاصة الفتيات منهم، كما أن 62% من المبحوثين يستخدمون أسماءً مستعارة أثناء المحادثة (الدردشة) و38% فقط هم من يستخدمون أسماءهم الحقيقية أثناء المحادثة.

ويُطلع 60% من المبحوثين والديهم على كيفية استخدامهم لشبكة الإنترنت بينما 40% منهم لا يُطلعون والديهم على كيفية استخدامهم لشبكة الإنترنت، وهى نسبة كبيرة ولا بد من الحذر منها لعدم ترك هؤلاء الأبناء نهبًا للتعرض للمواقع الإباحية، بما قد يصل إلى حد الإدمان، ولا سيما في ظل ما توصلت إليه الدراسات من أن أكثر نوعين من المواقع على شبكة الإنترنت تؤدي إلى الإدمان هما مواقع الدردشة والمواقع الإباحية.

وتبين كذلك في هذا الصدد أن أكثر من نصف مفردات العينة لا يشاركها أحد الوالدين أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت بنسبة 76%، بينما 18% يشاركهم أحيانًا، في حين أن 6% فقط يشاركهم أحد الوالدين بالفعل أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت، وهذا أمرٌ خطير يدل على انخفاض دور الأسر في رقابة أبنائها، وهو ما يساعد الأبناء فى التعرض للمواقع الإباحية بعيدًا عن رقابة الأسرة، كما اتضح أن 68% من المبحوثين لا يوجههم والديهم أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت، بينما 18% منهم يوجههم الوالدان أحيانًا، في حين أن 14% من الأبناء يوجههم والديهم بالفعل أثناء استخدام الشبكة.

ثالثًا- رؤية المبحوثين للمخاطر الأخلاقية لشبكة الإنترنت

إن 88% من المبحوثين يرون أن هناك مخاطر أخلاقية على شبكة الإنترنت، بينما 12% لا يرون أن هناك مخاطر، وهذه نسبة مرتفعة جدًا، وهو ما يثبت وجود عديدٍ من السلبيات على شبكة الإنترنت.

وتعترض نصف مفردات العينة صفحات لمواقع إباحية عند استخدام شبكة الإنترنت، بينما 26% لا تعترضهم مثل هذه الصفحات، في حين أن 24% تعترضهم أحيانًا، أى أكثر من نصف العينة تقتحمهم صفحات لمواقع إباحية، وهو ما يدق ناقوس الخطر، ويدل على كثرة هذه المواقع، وانخفاض الرقابة على الشبكة.

رابعًا: مدى تأثر المبحوثين بالمواقع الإباحية مقارنةً بالآخرين

إن 78% يعتقدون أن الآخرين أكثر تأثرًا بالمواقع الإباحية مقارنةً بأنفسهم، في حين يرى 2% أنهم أكثر تأثرًا من الآخرين، وهو ما يدل على وجود فجوة بين أنفسهم وبين الآخرين فى إدراك تأثير المواقع الإباحية بشكلٍ عام. ويعتقد 42% أنهم يتأثرون بالمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت تأثيرًا ضعيفًا، بينما 26% يعتقدون بأنهم يتأثرون تأثيرًا ضعيفًا للغاية، في حين أن 22% يعتقدون أنهم يتأثرون تأثيرًا متوسطًا، و10% يعتقدون أنهم يتأثرون تأثيرًا قويًا للغاية.

ويعتقد 42% من المبحوثين أن الآخرين يتأثرون بالمواقع الإباحية تأثيرًا قويًا، بينما 38% منهم يعتقدون أنهم يتأثرون تأثيرًا متوسطًا، في حين أن 18% يعتقدون أنهم يتأثرون تأثيرًا قويًا جدًا و2% يعتقدون أنهم يتأثرون تاثيرًا ضعيفًا.

إن "المصريين بصفة عامة" هم الأكثر تأثرًا بالمواقع الإباحية من وجهة نظر المبحوثين؛ اذ احتلت هذه الفئة المرتبة الأولى بنسبة 62.7%، بينما يحتل المبحوثون أنفسهم نسبة %15.7 فى المرتبة الأولى، والزملاء فى الدراسة 11.8%، والأقل تأثرًا فى المرتبة الأولى الأصدقاء المقربون بنسبة 9.8%، بينما يحتل الأكثر تأثرًا فى المرتبة الثانية من وجهه نظر المبحوثين زملاء الدراسة بنسبة 38%، والمعارف والجيران بنسبة 24%، والأصدقاء المقربون بنسبة 22%، و"المصريون بصفة عامة" والمبحوثون أنفسهم بالتساوى بنسبة 8%. وقد احتل الأكثر تأثرًا فى المرتبة الثالثة المعارف والجيران بنسبة 39.2%، ويليه الأصدقاء المقربون بنسبة 31.2%، وزملاء الدراسة بنسبة 25.5%، بينما احتل الأقل تأثرًا فى هذه المرتبة بالتساوى كلٌ من "المصريين بصفة عامة" والمبحوثين أنفسهم بنسبة 2%، واحتل الأكثر تأثرًا فى المرتبة الرابعة الأصدقاء المقربون بنسبة 36.7%، ويليه المعارف والجيران بنسبة 26.5 %، وزملاء الدراسة بنسبة 20.4%، ويليه المبحوثون أنفسهم بنسبة 12.2%، والأقل تأثرًا هم "المصريون بصفة عامة" بنسبة 2.4%، بينما احتل المبحوثون الأكثر تأثرًا فى المرتبة الخامسة بنسبة 63.3%، و"المصريون بصفة عامة" بنسبة 22.4%، والمعارف والجيران بنسبة 12.2%، بينما زملاء الدراسة بنسبة 2%.

خامسًا- طبيعة مخاطر المواقع الإباحية على المجتمع

إن 49% من المبحوثين يعتقدون بوجود مخاطر على المجتمع من تصفح المواقع الإباحية، بينما 2% يعتقدون بعدم وجود مثل هذه المخاطر على المجتمع، الأمر الذى يدل على إدراك المراهقين لمخاطر هذه المواقع على المجتمع بصفة عامة والأفراد بصفة خاصة.

ويرى المبحوثون من الشباب أن جريمة التحرش الجنسي من أغلب الجرائم التى تُرتكب إثر تصفح المواقع الإباحية بنسبة 51.7%، والاغتصاب بنسبة 23.3%، والعنف بنسبة 15%، والطلاق بنسبة 8.3%، بينما من المخاطر التى تؤدي إليها أيضاً التعرض للمواقع الإباحية الانحلال الأخلاقي بنسبة  1.7%.

وتتمثل جُملة الأسباب التى تجعل الشباب يتعرضون للمواقع الإباحية من وجهة نظر المبحوثين في انخفاض القيم الدينية بنسبة 34.7%، ثم انخفاض دور الأسرة فى الرقابة على أبنائها، ثم تدني الظروف الاقتصادية بنسبة 17.3%، ثم انخفاض القدوة التربوية بنسبة 10.2%، ثم تدني الظروف الاجتماعية بنسبة 8.2%، ثم انخفاض مستوى التربية بنسبة 4.1%، ثم زيادة نسبة تعاطي المخدرات بنسبة 2%، ثم كلٍ من عدم وجود رقابة من المؤسسات الحكومية والإثارة المقدمة في وسائل الإعلام وصعوبة الزواج وغزو الثقافة الغربية وانخفاض الحياء لدى الفتيات بنسبة 1% على التساوي.

سادسًا- كيفية مكافحة الإباحية من وجهة نظر المبحوثين

يوافق المبحوثون موافقة قوية للغاية على وضع رقابة على هذه المواقع بنسبة 64%، و 18% يوافقون بدرجة متوسطة، و10% يوافقون بدرجة قوية، و6% يوافقون بدرجة ضعيفة جدًا، و2% يوافقون بدرجة ضعيفة.

وبالنسب للآليات التى يمكن اتباعها للحد من انتشار المواقع الإباحية بين الشباب من وجهة نظر المبحوثين، فإن هذه الآليات تتمثل في فرض رقابة حكومية على المواقع الإباحية بنسبة 24.4%، ورقابة الأسرة بنسبة 20%، والالتزام الأخلاقي بنسبة 15.6%، وبث الوعى الديني بنسبة 14.4%، وبث الوعى بخطورة هذه المواقع فى وسائل الإعلام 8.9%، والتثقيف الجنسي والصحي بنسبة 6.7%، واستخدام البرامج الرقابية Censor ware أو ما يُطلق عليه برامج الترشيح أو "الفلترة" Filtering Software بنسبة 5.6%، وزيادة الرقابة الذاتية النابعة من الفرد نفسه بنسبة 3.3%، وأخيرًا التمسك بالقيم والعادات بنسبة 1.1%.


* رئيس وحدة البحوث الإعلامية بالمركز، وكيل كلية الإعلام

** باحثة، حاصلة على الماجستير في الإعلام