ثانيًا:
أدوات القوة الناعمة الإيرانية القائمة على أساس الدين والحركة الحوثية
حيث
تسعى إيران إلى توظيف قوتها الناعمة في تحقيق أهداف سياستها الخارجية وخاصة تلك
القائمة على أساس ديني، وذلك بالعمل على نشر مذهبها الشيعي القائم على أساس ولاية
الفقيه، والإعلاء من الحوزة العلمية لديها في قم الإيرانية، من أجل جذب المزيد من
الطلاب المريدين وتخريج الأئمة الموالين لها، والذين يعملون كسفراء
لقوتها الناعمة ينشرون رسائل إيران الدينية والثورية والإعلامية والثقافية
والسياسية. وتركز قوة إيران الناعمة والقائمة على أساس
ديني على منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والأفريقية. وهي في ذلك تعتمد على
مجموعة من الأدوات مثل:
1. نشر الكتب التي تدعو للتشيع علانية وإنشاء مكتبات ودور نشر متخصصة لهذا الغرض
والمشاركة الدائمة للمكتبات الشيعية في معارض الكتاب الدولي المقامة في دول المنطقة ونشر أفكارهم وكتبهم
بين هذه الشعوب وتوزيع عدد كبير من هذه الكتب مجانا كنشاط مرافق لهذه
المعارض، والعمل على طرح منتجات بأسماء إسلامية.
2. إنشاء حسينيات خاصة ولو بشكل سري في هذه الدول لحين تمكنهم من إشهارها
علانية
3. إنشاء مراكز إسلامية ثقافية شيعية تحت مسميات مختلفة ومن ثم إصدار
المنشورات والصحف والبيانات منها, وتتبنى العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية
المجتمعية.
4. استغلال الأضرحة والمزارات لنشر التشيع بين المتصوفة في بعض هذه الدول.
5. تقديم المنح الدراسية للطلاب لتشييعهم وتشجيع البعثات العلمية والزيارات
الأكاديمية إلى إيران وتسهيل كل ما يتعلق بذلك .
6. استغلال القنوات الشيعة الكثيرة لنشر المذهب الشيعي والدعوة لاعتناقه
ببرامج ووسائل متعددة.
7. تفعيل دور السفارات الإيرانية في دول المنطقة من خلال إقامة الفاعليات
الثقافية، والندوات العلمية, وإنشاء المراكز الثقافية التابعة لها, وإنشاء
الملحقيات الثقافية والمكتبات العامة المليئة بالكتب الشيعة، ودعم الجمعيات
والملتقيات والمراكز الثقافية وحضور احتفالاتها.
8. استغلال الأحزاب والفرق المنتمية والقريبة إلى المذهب الاثنى عشري ولو في
العموم، وجعلهم جسرًا يعبرون من خلاله إلى النخب ومواطن القرار الثقافي والإعلامي
في دول المنطقة
.
9. استغلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر فكرهم وتجنيد أتباعهم.
10.
الاحتفال بالأعياد
والمآتم الشيعة المختلفة في دول المنطقة، كل بلد بحسب السيطرة والقدرة فيه، مع ما
يرافق ذلك من ندوات ولقاءات ومحاضرات يتم فيها شرح ما وقع في هذه المناسبة وسبب
الاحتفال بها وسرد المآثر والقصص وغيرها.
وقد استخدمت طهران
هذه الإستراتيجية في اليمن من خلال مجموعة من الأدوات للتغلغل في الشأن اليمني
ونشر مذهبها في المناطق الشيعية في اليمن، وقد كان أبرز ما اعتمدت عليه طهران في
هذا الصدد ما يلي:
1. البعثات
الطلابية
حيث
دأبت إيران منذ استقبال بدر الدين الحوثي، ومن بعده حسين الحوثي في طهران، على
تقديم عدد من البعثات العلمية لعدد من الطلبة اليمنيين الذين ينتمون إلى الحركة
الحوثية للدراسة في قم الإيرانية، حيث تم إرسال الطلاب الشيعة من أبناء مشايخ
القبائل ومن حملة الشهادات الثانوية في بعثات علمية على حساب السفارة الإيرانية
إلى إيران للدراسة في الحوزات العلمية في طهران لمدة أربع سنوات لدراسة العقائد
الاثنى عشرية ونظريات الثورة الإيرانية،
كما أخذت السفارة الإيرانية عشرات الطلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية
إلى مراكز علمية جعفرية في صنعاء وصعدة؛ لتلقي دورات علمية تتراوح ما بين ستة أشهر
وسنتين، وبدعم كامل من السفارة الإيرانية، من أجل تعليمهم العقائد الاثنى عشرية،
وتأهيلهم دعاة في المناطق الشيعية اليمنية المختلفة. وقد صاحب ذلك الأمر ظاهرة
أخرى تتمثل في تدفق العديد من الطلاب اليمنيين إلى إيران للتعلم، ولكن خارج أطر
الابتعاث الرسمية، حيث تتكفل إيران بجميع تكاليف الإقامة والدراسة، وتهدف إيران من
وراء هذه العملية إلى:
§ تجنيد هؤلاء الشباب للعمل لصالحها في اليمن، من أجل دعم الحركة الحوثية
وبعض الأحزاب السياسية الشيعية اليمنية.
§ تشبيعهم بالمذهب الاثنى عشري من أجل العمل على نشره في اليمن، وإكسابهم
المهارات الكافية لكي يكونوا دعاة أو أئمة يدعون إلى هذا المذهب.