المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

اتجاهات الجمهور المصري نحو السلفيين

السبت 14/مارس/2020 - 11:18 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. شريف درويش اللبان-د. محمد عبدالسلام أبو المعاطي

بعد أحداث 25 يناير 2011 ظهرت تيارات وحركات سياسية لم يكن لها وجود على الساحة السياسية المصرية أو لم تكن معروفة من قبل أو أنها كانت موجودة لكن بدون أثر يُذكر، ومن هذه التيارات التيار السلفي، والذي كان موجودًا من ذي قبل، إلا أن تواجده كان مقتصرًا في غالب الأمر على التوجه الديني والدعوي فقط، لكن بعد أحداث 25 يناير نجد أن معظم حركات هذا التيار السلفي أصبحت لاعبًا رئيسًا مثل "الدعوة السلفية" وذراعها السياسي حزب "النور"، وذلك لارتباطها المباشر بالفعل السياسي الملتصق بحياة الناس، ودخولها ميدان التأثير المتزايد على دوائر السياسة، ومما لا شك فيه، أن الإعلام الجديد بصفة عامة، ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة خاصة، قد ساهمت بقدرٍ كبير في عملية نشر المعلومات حول القضايا والأحداث الجارية على الساحة المصرية، ومنها ظهور القوى والتيارات السلفية، وما أثاره هذا التيار من جدل لدى الجمهور المصري.

ولذلك اهتمت هذه الدراسة بمعرفة اتجاهات الجمهور تجاه هذه القوى من خلال ما تعكسه أو تقدمه مواقع التواصل الإجتماعي من أفكار وتوجهات حول هذه القوى وإسهاماتها في تشكيل الصورة الذهنية لدى الجمهور.

وتنتمي هذه الدراسة الى الدراسات الوصفية التي تسعى الى دراسة ظاهرة السلفيين وتوصيفها ومعرفة كافة جوانبها، وذلك بهدف الحصول على معلومات كافية ودقيقة عنها، واعتمدت الدراسة على منهج المسح، وتمثل مجتمع الدراسة الميدانية على الجمهور المصري في قطاع القاهرة الكبرى في محافظات (القاهرة – الجيزة – القليوبية)، في حين تمثلت عينة الدراسة في عينة عشوائية من الجمهور المصري المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي وقوامها 200 مبحوثاً في قطاع القاهرة الكبرى.

مصادر معلومات المصريين عن السلفيين

أوضحت الدراسة تنوع مصادر معلومات المبحوثين عن السلفيين؛ حيث جاء في المرتبة الأولى القنوات الفضائية بنسبة 51،5%، وفي المرتبة الثانية جاءت مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 47،5%، وفي المرتبة الثالثة جاءت الصحف والمجلات بنسبة 26%، وجاءت في المرتبة الرابعة لا يوجد مصدر محدد بنسبة 14،5%، وفي المرتبة الخامسة والأخيرة جاء، وجاء اللقاء بالسلفيين أنفسهم واستقاء المعلومات من الجيران، وتدل هذه النتائج على اعتماد أكثر من مبحوث على أكثر من مصدر للمعلومات عن السلفيين، وفيه دلالة على تنوع الجمهور في استقاء معلوماته عن السلفيين من مختلف وسائل الاعلام.

وأشارت الدراسة إلى أن متابعة المبحوثين لصفحات تتحدث عن السلفيين على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت في المرتبة الأولى أحيانًا بنسبة 49%، وفي المرتبة الثانية جاءت إجابة المبحوثين بـ "بنعم" بنسبة 44،5%، وفي المرتبة الثالثة والأخيرة جاءت "نادرًا" بنسبة 6،5%، ويشير إلى أن المبحوثين بالفعل اهتموا بمعرفة السلفيين والحصول على معلومات عنهم بشكلٍ كبير على مواقع التواصل الاجتماعي التي تناولت هذا التيار.

وأوضح المبحوثون أن متابعتهم للصفحات التي تتناول السلفيين كان لها دور كبير في معرفتهم بهذا التيار حيث جاءت إجابة المبحوثين بـ "نعم" في المرتبة الأولى بنسبة 76%، وجاءت الإجابة بـ "لا" في المرتبة الثانية بنسبة 24%.

استقاء المبحوثين لمعلومات عن السلفيين

وذكر المبحوثون أنهم استقوا معلوماتهم عن التيار السلفي عن طريق الصفحات الخاصة بالسلفيين بنسبة 42،8% في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية جاءت فئة "الصفحات الخاصة بالسلفيين والصفحات العامة" معًا بنسبة متقاربة جدًا مع سابقتها بـ 42،1%، وفي المرتبة الأخيرة جاءت معرفة المبحوثين بهذا التيار عن طريق الصفحات العامة على مواقع التواصل بنسبة 15،1%، ويشير هذا إلى حقيقة أن الجمهور بالفعل حاول التعرف على هذا التيار السلفي عن طريق صفحاته السلفية وعن طريق الصفحات التي تتحدث عنهم وذلك لتكوين وجهة نظر عنهم والتعرف عليهم بشكل واضح. 

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر الصفحات متابعة من قبل المبحوثين للتعرف على مواقع التواصل كانت صفحة "إسلام أون لاين" حيث جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 49،6% مع العلم أن هذه الصفحة إسلامية إلا أنها غير تابعة للتيار السلفي، وجاءت في المرتبة الثانية وبنسبة قريبة صفحة "حزب النور" الرسمية بـ 41،9% وهى أحد أهم الصفحات التابعة للسلفيين وتخدم هذا التيار وقام الباحث بتحليل هذه الصفحة باعتبارها من أهم روافد التيار السلفي في التعرف عليهم من جميع النواحي الفكرية والسياسية والاجتماعية وغيره، وفي المرتبة الثالثة جاءت صفحة "أنا سلفي" بنسبة 17،8%، وجاءت صفحة "صوت السلف" في المرتبة الأخيرة بنسبة 13،2% وهى صفحة سلفية دينية فقط ليست لها أي توجهات سياسية، وهي تابعة لحزب النور السلفي.

وأوضحت الدراسة أن المبحوثين استفادوا من هذه الصفحات في المرتبة الأولى في تشكيل صورتهم الذهنية عن السلفيين بنسبة 38%، وفي المرتبة الثانية جاء التحقق من معلومة دينية بنسبة 27،9%، وجاء في المرتبة الثالثة الحصول على معلومات أكثر عن السلفيين بنسبة 24،8%، وفي المرتبة الرابعة جاء من باب الفضول بنسبة 17،8%، وفي المرتبة الأخيرة جاء كل من متابعة قضية مطروحة عنهم في وسائل الاعلام الأخرى والتواصل والنقاش معهم بنسبة 8،5%، ويدل هذا على أن الجمهور قد استفاد بالفعل من هذه الصفحات في التعرف على هذا التيار السلفي وهو واضح خاصة في الفئتين الأولى والثالثة والتي جاءت نتيجتهما معا بنسبة تقارب 63%، واذا قمنا بتجميع كل الفئات التي تتناول السلفيين أو تتحدث عنهم فنجد أن النسبة تقارب 80% وذلك من جملة من أجابوا عن هذا التساؤل والذي بلغ عددهم 129 مبحوثًا.

وذكرت الدراسة أن المبحوثين البالغ عددهم 129 مبحوثًا رأوْا أن الصورة التي شكلتها هذه الصفحات التي تناولت السلفيين صورة إيجابية بنسبة 70%، وأن الصورة السلبية التي شكَلتها هذه الصفحات عنهم بلغت 29،5%، وهذه النتيجة تتفق مع التوجه الأيديولوجي الذي يُظهر أن غالبية من أجابوا عن هذا السؤال كانوا من أصحاب التوجه الإسلامي أو من الذين ليس لهم انتماءات سياسية، وكذلك يتفق مع رأي المبحوثين في مساعدة هذه الصفحات في تكوين رأي عن أصحاب التيار السلفي. 

 

 السمات الإيجابية والسلبية التي قدمتها هذه الصفحات عن السلفيين

أشارت الدراسة إلى أن جملة المبحوثين البالغ عددهم 91 من 129 مبحوثًا والذين أعطوا صورة إيجابية عن السلفيين في هذه الصفحات رأوا أن المرتبة الأولى تمثلت في أنهم أي السلفيين أصحاب نشاط مجتمعي فعال بنسبة 46،2%، وفي المرتبة الثانية رأى المبحوثون أن السلفيين توجههم السياسي ذو خلفية دينية بنسبة 40،7%، وفي المرتبة الثالثة جاءت فئة التراث العلمي الديني لهم يتسم بالقوة بنسبة 27،5%، وفي المرتبة الرابعة والخامسة جاءت بنسب ضعيفة كل من فئتي "التدين الحقيقي" و"المصداقية في القول" بنسبة بلغت 2،2% و1،1% على التوالي، ويتفق هذا مع الصورة الايجابية التي شكلتها عنهم بعض الصفحات التي تحدثت عن أصحاب هذا التيار. 

كما أوضحت الدراسة أن 38 مبحوثًا من جملة المبحوثين 129 رأوا أن السمات السلبية التي قدمتها هذه الصفحات تأتي في مقدمتها أن السلفيين جماعات سياسية تستخدم الدين لتحقيق أهدافها بنسبة 47،4%، وفي المرتبة الثانية جاء التشدد والمغالاة بنسبة 36،8%، وجاء في المرتبة الثالثة ليس لهم نشاط مجتمعي فعال بنسبة 21،1%، وجاء في المرتبتيْن الرابعة والخامسة كل من أنهم "يفتقدون للمصداقية في طرح القضايا والموضوعات" وكذلك "التراث العلمي لديهم يحتاج لتطوير لمواكبة الأحداث الجارية" بنسبة واحدة بلغت 10،5% لكلٍ منهما، وفي المرتبة الأخيرة جاءت فئة "توجههم السياسي محدود وغير ظاهر" بنسبة ضعيفة 2،6%. 

  دور مواقع السلفيين في تحريك الجمهور نحو اتخاذ موقف معين

ذكرت الدراسة أن 110 مبحوثًا من جملة المبحوثين الذين أجابوا عن هذا التساؤل والبالغ عددهم 129 مبحوثًا رأوا أنه بالفعل لمواقع السلفيين دور مارسته في تحريك الجمهور نحو اتخاذ قرارات أو مواقف معينة وجاءت فئة "نعم" في المرتبة الأولى بنسبة 85،3%، وفي المرتبة الثانية جاءت فئة "لا" بنسبة 14،7%.

وقد تفاوتت إجابات المبحوثين في رؤيتهم حول الكيفية التي مارستها هذه الصفحات دورها في تحريك الجماهير؛ فجاء في المرتبة الأولى فئة "من خلال زيادة الوعي لدى الجمهور وإمداده بالمعلومات" بنسبة 38،2%، وفي المرتبة الثانية جاءت فئة "من خلال زيادة مساحة تنوع الآراء" بنسبة 30،9%، وفي المرتبة الثالثة جاءت فئة "سهولة الاتصال بين الأطراف المختلفة" بنسبة 20%، وجاءت في المرتبة الرابعة فئة "من خلال تعبئة الرأي العام ودفعه لرفض الأوضاع القائمة" بنسبة 15،5%، وفي المرتبة الخامسة جاءت فئة "من خلال فتح قنوات جديدة لممارسة حرية التعبير عن الرأي" بنسبة 9،1%، وفي المرتبة الأخيرة جاءت فئة "أخرى" بنسبة 2،7% حيث رأى بعض من أجابوا في هذه الفئة أن هذه المواقع تمارس هذا الدور من خلال إثارة الخلاف بين أطياف المجتمع.

أهم القضايا التي اهتمت بها مواقع السلفيين

جاءت قضية "حق التعبير" في المرتبة الأولى بنسبة 34،9%، وفي المرتبة الثانية جاء "حق الانتخاب والترشيح" بنسبة 25،6%، وجاءت قضية "حق الاعتقاد الديني" في المرتبة الثالثة بنسبة 20،9%، وفي المرتبة الرابعة جاءت قضية "حق النقد" بنسبة 20،2%، وجاءت كل من قضيتيْ "حق الاعتصام" و"حق تكوين الأحزاب" في المرتبة الخامسة بنسبة 10،9%، فيما جاءت قضية "حق التظاهر السلمي" في المرتبة الأخيرة بنسبة 6،2%، وهذه النتيجة تدل على مدى اهتمام الجمهور بقضايا حق التعبير والحريات لكن في إطار من الديمقراطية واحترام الغير والرأي والرأي الآخر، فيما قل اهتمامه في الوقت نفسه بقضايا الاعتصام والتظاهر لما عايشه في الفترة التي تلت 25 يناير 2011، وما حدث فيها من تغيرات على المستوى المجتمعي من انفلات أمني وأخلاقي وانتشار حالة من الفوضى في الشارع، لذا مثل هذه القضايا لم تعد تستحوذ على اهتمامات الجمهور، أو بمعنى أدق أصبح لديه تخوفات وحذر بشأن مثل هذه القضايا.

التدليل على صدق القضايا التي تطرحها المواقع

أشارت الدراسة إلى أن المواقع التي تحدثت عن السلفيين سواء مواقع سلفية أو مواقع عامة دللت على صدق قضاياها على الترتيب الآتي: في المرتبة الأولى جاء استخدام الأدلة والبراهين بنسبة 41،9%، وفي المرتبة الثانية جاء عرض كل وجهات النظر والآراء المختلفة بنسبة 38،8%، وجاءت فئة تقديم الحجج المنطقية في المرتبة الثالثة بنسبة 14،7%، وفي المرتبة الرابعة جاء إبراز الإيجابيات والسلبيات بنسبة 13،2%، وجاءت فئة "لا أعرف" في المرتبة الخامسة بنسبة 10،6%، في حين جاءت فئة أخرى في المرتبة الأخيرة وذكر المبحوثين فيها (الخلاف في وجهات النظر، الوهم، رأيهم فقط) بنسبة 2،3%.

أسلوب تفاعل الجمهور مع مواقع السلفيين

تفاوتت اختيارات المبحوثين حول أسلوب التفاعل مع المواقع السلفية؛ حيث جاء في المرتبة الأولى استطلاعات الرأي حول القضايا المطروحة بنسبة 59،7%، وفي المرتبة الثانية جاء التعليق على الموضوع المنشور بنسبة 29،5%، وفي المرتبة الثالثة جاء البريد الإلكتروني بنسبة 11،6%، وجاء لا أعرف في المرتبة الأخيرة بنسبة 3،1%.

وأكدت الدراسة أن الجمهور بالفعل يرى أن عملية التفاعل بين المواقع التي تتحدث عن السلفيين وبين الجمهور عملية مهمة بنسبة 96،9%، في حين رأى 3،1% من المبحوثين أنها غير مهمة.

وقد تفاوتت أسباب الأهمية بين الجمهور حول أهمية التفاعل مع المواقع السلفية؛ حيث جاء في المرتبة الأولى فئة "أنه يساعد في معرفة رأي الجمهور واحتياجاته" بنسبة 51،2%، وفي المرتبة الثانية جاء "عرض وجهات النظر المختلفة" بنسبة 28،8%، وفي المرتبة الثالثة جاء "حشد الرأي العام ضد قضية معينة" بنسبة 23،2%، وفي المرتبة الرابعة جاء "تشكيل الوعي حول ما يجري من قضايا" بنسبة 14،4%، في حين جاء في المرتبة الأخيرة "تكوين رأي عام عن القضايا" بنسبة 8%. 

وأوضحت الدراسة الأشكال التي يشارك بها الجمهور على صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للتيار السلفي؛ حيث جاء في المرتبة الأولى فئة الإعجاب بنسبة 51،4%، وفي المرتبة الثانية جاء إعجاب وكتابة تعليق بنسبة 22،2%، وجاء في المرتبة الثالثة مشاركة المنشور بنسبة 16،7%، وفي المرتبة الأخيرة جاءت فئة لا أتفاعل بنسبة 9،7%، ويدل هذا على اهتمام الجمهور بالتفاعل مع ما تتناوله صفحات مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان بـ(الاعجاب او التعليق أو المشاركة للمنشور) بنسبة تقارب 90%.

صورة التيار السلفي لدى الجمهور بعد ثورة 25 يناير

رأى 71% من المبحوثين بأن صورة التيارات السلفية بعد ثورة 25 يناير 2011 قد تغيرت عن ذي قبل، في حين رأى 29% بأن صورة هذه التيارات لم تتغير لديهم عن ذي قبل.

وقد أوضحت الدراسة طبيعة التغير في الصورة الذهنية للتيار السلفي لدى الجمهور بعد 25 يناير، حيث يرى 41،5% أن هذه الصورة إيجابية، في حين يرى 30.3% أن هذه الصورة سلبية، في حين جاءت الصورة غير واضحة لدى البعض بنسبة 28،2%.

وتشير هذه النتائج إلى أن هناك تغير في الصورة الذهنية تجاه التيار السلفي، لكن هذا التغير ليس دالًا، حيث أن النسبة الحقيقية تأتي في "سلبية" و"عدم وضوح" صورة هذا التيار لدى المصريين، فإذا قمنا بإضافة نسبة "الصورة السلبية" إلى "عدم وضوح الصورة" حولهم ستكون النسبة الإجمالية 58،5%، وهو ما يعكس حقيقة الصورة الذهنية للتيار السلفي والسلفيين لدى المصريين.   

وقد اختلفت رؤى المبحوثين حول أسباب صعود التيار السلفي بعد ثورة يناير؛ حيث جاء في المرتبة الأولى "ضعف القوى والأحزاب المدنية" بنسبة 47%، وفي المرتبة الثانية جاء "إلغاء القيود التي كانت مفروضة على هذا التيار" بنسبة 36%، وجاء في المرتبة الثالثة "الرغبة في التغيير لصالح تيار لم يصل للحكم" بنسبة 32%، وفي المرتبة الأخيرة جاء "قوة تنظيم التيارات السلفية" بنسبة 24%.  

تقييم الجمهور للتيار السلفي

أشارت الدراسة إلى أن المبحوثين جاءت تقييماتهم لهذا التيار كالآتي: في المرتبة الأولى رأى 51% من المبحوثين أن التيار السلفي تيار وطني يسعى لإصلاح المجتمع برؤية إسلامية، في حين جاء في المرتبة الثانية أنه تيار يسعى للوصول للسلطة مستخدمًا الشعارات الإسلامية بنسبة 27%، وفي المرتبة الثالثة جاء أنه تيار لا يعتد بالوطن وحدوده بنسبة 22،5%، وفي المرتبة الرابعة جاء أنه تيار عالمي يسعى لتوحيد الدول الإسلامية تحت راية الخلافة بنسبة 14%، وفي المرتبة قبل الأخيرة جاء أنه تيار يتحالف مع الجماعات المسلحة ويمارس العنف بنسبة 3%، وفي المرتبة الأخيرة جاء أنه تيار يحتاج الى مزيد من النقد الداخلي بنسبة 1،5%، وتشير النتائج لأن بعض المبحوثين قد اختاروا أكثر من إجابة في رؤيتهم حول أسباب صعود هذا التيار، وتصب هذه النتائج أيضًا في ارتباطها بما سبق من نتائج من حيث سلبية الصورة وايجابيتها لدى جمهور المبحوثين؛ حيث نرى أن غالبية الإجابات جاءت في الاتجاه السلبي بنسبة 54%، مع الوضع في الاعتبار أن هناك بعض الإجابات من الممكن وضعها كاتجاه إيجابي في التقييم لكن بعض من اختار هذه الاجابة اختارها كتقييم سلبي كتيار عالمي يسعى لتوحيد الدول الإسلامية تحت راية الخلافة.

السمات الخاصة بالتيار السلفي

أوضحت الدراسة ضعف السمات الخاصة بالتيار السلفي وذلك لحصول كل سمة على أقل من 70% بوجه عام، وكانت أعلى السمات حصولًا على التأييد هى سمة وطني في المرتبة الأولى بنسبة (59،6%)، وهى نسبة ضعيفة أو متوسطة الى حدٍ ما، في المرتبة الثانية جاءت سمة يخدم مصالح بلده بنسبة (52،5%)، وفي المرتبة الثالثة جاءت سمة يكافح الفساد بنسبة (49%)، وجاءت سمة لا يعترف بحدود الأوطان في المرتبة الرابعة بنسبة (43،2%)، وفي المرتبة الخامسة جاءت سمة يُكَفّر معارضيه بنسبة (40%)، وأخيرًا جاءت سمة يستخدم العنف بنسبة (27،7%)، وتعد هذه السمات ضعيفة من قبل الجمهور وهذا دليل على عدم فعالية التيار السلفي في المجتمع بشكلٍ عام.

السمات الخاصة بقيادات التيار السلفي

 أوضحت الدراسة ضعف السمات الخاصة بقيادات التيار السلفي حيث لم تصل أية سمة من السمات إلى حاجز الـ 70%، لكن هناك سمة وحيدة قاربت هذا الحاجز من حيث قوة السمة وضعفها وهى سمة "متدينون"، ويمكن اعتبارها سمة متوسطة القوة حيث جاءت في المرتبة الأولى بنسبة (66،4%)، وفي المرتبة الثانية جاءت سمة "يساعدون الفقراء" بنسبة (56%)، وفي المرتبة الثالثة جاءت سمة "لديهم مشروعات تنموية" بنسبة (46،4%)، وجاءت في المرتبة الرابعة سمة "مشروعاتهم وهمية" بنسبة (37،7%)، وفي المرتبة الخامسة جاءت سمة "متآمرون" بنسبة (33%)، في حين جاءت سمة "فاسدون" في المرتبة الأخيرة بنسبة (27،3%)، وتؤشر هذه النتائج إلى عدم قوة قيادات التيار السلفي وتأثيرهم في المجتمع المصري، لكن سمة "متدينون" ربما تكون السمة الوحيدة التي من الممكن اعتبارها سمة متوسطة القوة التي أشار إليها المبحوثون.

اتجاهات المبحوثين نحو التيار السلفي

عَمِدْنَا في هذه الجزئية إلى تحليل كل عبارة تقييمية على حدة لتوضيح رأي المبحوثين في مدى تأييدهم أو معارضتهم أو حياديتهم لهذه الجمل والعبارات التقييمية، وذلك على النحو التالي:

العبارة الأولى: "التيار السلفي أكثر فصيل ديني وسياسي مرونة واعتدالًا" .. نجد أن هذه العبارة عارضها 52% من المبحوثين فيما كان 30% محايد و18% موافق على هذه العبارة.

العبارة الثانية: "المرجعية الدينية للتيار السلفي ترفض قيام الدولة المدنية وتهدد الأمن القومي" .. نجد أن هذه العبارة قد حصلت فئة محايد فيها على أعلى نسبة بـ 46%، ووافق عليها 31،5%، فيما عارضها 22،5%.

العبارة الثالثة: "التيار السلفي جماعة ضغط سياسية كبيرة وقوة تصويت لا يُستهان بها" .. نجد أن هذه العبارة وافق عليها 42،5%، فيما كانت نسبة المحايد 39%، في حين عارضها 18،5%.

العبارة الرابعة: "التيار السلفي ينتهج أسلوب التغيير السلمي بديلًا للعنف" .. نجد أن نسبة المحايدين بلغت 48،5%، في حين أن الموافقين كانت نسبتهم 34%، فيما كانت نسبة المعارضين 17،5%.

العبارة الخامسة: "التيار السلفي يوظف الدين لخدمة مصالحه" .. نجد أن هذه العبارة قد وافق عليها 52% من المبحوثين، في حين بلغت نسبة المحايدين 24،5%، بينما عارضها 23،5%.

العبارة السادسة: "التيار السلفي أكثر التيارات السياسية استفادة من ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو" .. نجد أن نسبة الموافقة على هذه العبارة بلغت 45،5%، فيما بلغت نسبة المحايدين 39%، أما المعارضين فبلغت نسبتهم 15،5%.

العبارة السابعة: "التيار السلفي قادر على الحشد والتنظيم بقدرة فائقة" .. نجد أن هذه العبارة وافق عليها 40%، وبلغت نسبة المحايدين 36%، فيما عارضها 24%.

العبارة الثامنة: "ترجع شعبية التيار السلفي لتقديمه خدمات اجتماعية للمواطنين" .. نجد أن فئة محايد حصلت على 45،5%، تلتها فئة معارض بنسبة 28،5%، وأخيرًا جاءت فئة موافق بنسبة 26%.

العبارة التاسعة: "التيارات السلفية كتلة واحدة ولا توجد فروق بينها" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فئة معارض فيها على أعلى نسبة بـ 53،5%، تلتها فئة محايد بنسبة 32،5%، وأخيرًا جاءت فئة موافق بنسبة 14%، ونتيجة هذه العبارة تدل على مدى وعي الجمهور في التفريق بين التيارات السلفية المختلفة.

العبارة العاشرة: "التيار السلفي يرفض تنامي دور المرأة والمسيحيين في المجتمع" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على المرتبة الأولى بنسبة 50%، تلتها فئة موافق بنسبة 30%، وأخيراً جاءت فئة معارض بنسبة 20%.

العبارة الحادية عشرة: "التيار السلفي يُعلي مصلحة الوطن فوق أية مصالح أخرى" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على نسبة 39%، وحصلت فئة معارض على نسبة 38%، وأخيرًا جاءت فئة موافق بنسبة 23%.

العبارة الثانية عشرة: "التيار السلفي يتمتع بشعبية في الشارع المصري" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على 46،5%، تلتها فئة موافق بـ 27،5%، وأخيرًا فئة معارض بـ 26%.

العبارة الثالثة عشرة: "التيار السلفي لا يُحَرّم الفنون والآداب وحرية الإبداع" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على النسبة الأعلى بـ 45%، تلتها فئة معارض بنسبة 40%، وأخيرًا جاءت فئة موافق بنسبة 15%.

العبارة الرابعة عشرة: "التيار السلفي أفضل في العمل الدعوي عن السياسي" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على نسبة 48،5%، تلتها فئة موافق بنسبة 34%، وأخيرًا جاءت فئة معارض بنسبة 17،5%.

العبارة الخامسة عشرة: "الحل الأمني تجاه التيار السلفي هو السبب في تصاعد موجات الإرهاب في الفترة الحالية" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على نسبة 47%، تلتها فئة موافق بنسبة 31،5%، وأخيرًا فئة معارض بنسبة 21،5%.

العبارة السادسة عشرة: "التيار السلفي يستخدم الديمقراطية وسيلة للوصول للحكم" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على نسبة 39%، بينما حصلت كل من فئتيْ موافق ومعارض على النسبة نفسها بـ 30،5%.

العبارة السابعة عشرة: "سلوك قيادات التيار السلفي تتنافى مع ما يقولونه" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة موافق على أعلى نسبة بـ 40،5%، تلتها فئة محايد بنسبة 32،5%، وأخيرًا فئة معارض بنسبة 27%.

العبارة الثامنة عشرة: "العنف أحد وسائل التيار السلفي للوصول للحكم" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فئة معارض على أعلى نسبة بـ 54%، تلتها فئة محايد بنسبة 29،5%، وأخيرًا فئة موافق بنسبة بـ 16،5%.

العبارة التاسعة عشرة: "التيارات الليبرالية واليسارية تآمرت على التيار السلفي" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فئة موافق على النسبة الأعلى بـ 45%، تلتها فئة محايد بنسبة 36%، وأخيرًا جاءت فئة معارض بنسبة 19%.

العبارة العشرون: "تفعيل دور التيار السلفي يضمن مواجهة جماعات العنف المسلحة" .. نجد أن فئة محايد جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 42،5%، تلتها فئة معارض بنسبة 29%، وأخيرًا جاءت فئة موافق في المرتبة الأخيرة بنسبة 28،5%.

العبارة الحادية والعشرون: "كثيرٌ من مواقع التواصل الاجتماعي تَشُن حملاتٍ للنَيْل من التيار السلفي ورموزه" .. نجد أن فئة موافق حصلت على المرتبة الأولى بنسبة 49،5%، تلتها فئة محايد بنسبة 30،5%، وأخيرًا جاءت فئة معارض بنسبة 20%.

العبارة الثانية والعشرون: "كثيرٌ مما يفعله رموز التيار السلفي يتنافى مع أحكام ومباديء الشريعة الإسلامية" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة محايد على نسبة 39%، تلتها فئة معارض 31%، وأخيرًا حصلت فئة موافق على نسبة 30%.

العبارة الثالثة والعشرون: "التيار السلفي لا يصلح للحكم" .. نجد أن فئة موافق حصلت على أعلى نسبة وبلغت 60،5%، تلتها فئة محايد بنسبة بلغت 21،5%، في حين جاءت فئة معارض في المرتبة الأخيرة بنسبة بلغت 18%، وتتفق نتيجة هذه العبارة مع نتيجتيْ كل من العبارتيْن الثالثة والسابعة من حيث أن وجود السلفيين على الساحة السياسية كجماعة ضغط سياسي ومن حيث قدرتهم على الحشد والتنظيم، ولكن لا يصلحون للحكم وقيادة الدولة.

العبارة الرابعة والعشرون: "التيار السلفي يسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية" .. نجد أن فئة محايد حصلت على نسبة 45،5%، تلتها فئة موافق بنسبة 39%، وأخيراً جاءت فئة معارض 15،5%.

العبارة الخامسة والعشرون: "التيار السلفي متشدد بطبعه ولا فارق بينه وبين جماعات العنف" .. نجد أن هذه العبارة حصلت فيها فئة معارض على أعلى نسبة بـ 43،5%، تلتها فئة محايد بنسبة 36%، وأخيراً جاءت فئة موافق بنسبة 20،5%، وهذه النتيجة كما ذكرنا سابقًا فإنها تدل على الوعي الموجود لدى الجمهور في القدرة على التفريق بين التيارات السلفية وبين جماعات العنف المسلح سواء من تيارات سلفية أو غيرها.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟