المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

تدفق الانتماء: مصداقية التناول الإعلامي لمشروع قناة السويس الجديدة

الأحد 03/يناير/2016 - 10:47 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
عرض: أ.د. شريف درويش اللبان
مر المجتمع المصرى والعربى والدولى أخيرًا بأحداث واضطرابات متعددة أدت إلى  تغيرات مجتمعية وسياسية، وأصبح الإعلام في هذه الأحداث لاعبًا رئيسًا مع أو ضد الأحداث مما أثر في حركة الرأي العام وتوجهاته نحو البناء والتنمية فى ضوء اتباع الإعلام لمبدأ المهنية والالتزام بالأخلاقيات والتشريعات أو فى ضوء ابتعاده عن ذلك  بتقديم معلومات غير دقيقة ومزيفة مما تسبب في ارتباك المشهد العام.
وفي إطار المنافسة الشرسة بين وسائل الإعلام الحديثة المتمثلة في الفضائيات والإنترنت والوسائل التقليدية المتمثلة في الصحف والراديو والتلفزيون المحلي قد تتأثر الهوية الوطنية في إطار الثقافات الوافدة عبر هذه الوسائل، ومع تطور وسائل الاتصال وثورة المعلومات لم يعد الإعلام المعاصر مجرد أداة لتوصيل المعرفة أو نقل الأخبار أو مجرد وسيلة للترويح والتسلية بل أصبح أداة فاعلة في تشكيل العقل والسلوك البشري.
وقد باتت تكنولوجيا الاتصال من الأسس والركائز لمشروع العولمة الفكرية والثقافية؛ حيث أصبحت هناك شركات عالمية تتنافس لتقديم سلعتها الثقافية إلى المستهلك في إخراج مثير يضع المشاهد تحت وطأة إغراءٍ لا يُقاوم، حيث يتم تكريس منظومة جديدة من القيم والمعايير مخالفة لمعايير وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية. وقد تصاعدت أهمية الإنترنت على الصعيد الدولي من تنوع استخداماتها، وزيادة قاعدة المستخدمين لها بنسبة كبيرة ، ولا تنحصر أهمية الإنترنت في مجال تبادل المعلومات و تداولها، فهي اليوم تؤدي أدوارًا سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية غايةً في الأهمية؛ فعلى المستوى الاجتماعي تسهم الإنترنت في تطوير الوضع الاجتماعي، وتجاوز هذه النماذج الجاهزة والقوالب الجامدة بشكلٍ تدريجي في العلاقات الاجتماعية دون أن يؤدي ذلك إلى اهتزاز البنية الاجتماعية أو إحداثِ شروخٍ فيها.
   وقد شهدت مصر بعد الثورة تحولًا جذريًا فى أداء وسائل الإعلام وذلك باتجاه الشفافية والمصداقية، حيث أصبحت وسائل الإعلام تتناول الأحداث بشكلٍ مختلف، ورغم هذا التحول الكبير الذى شهده الإعلام بعد الثورة فإن هذا لم يمنع من الحديث عن المصداقية في وسائل الإعلام، وربما كان التركيز أكثر على مدى توافر المصداقية في وسائل الإعلام الرسمية، خاصةً أن الإعلام الرسمي مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بالنظام السابق، وكان المعبر عن هذا النظام والداعم له والداعي لفكره وتوجهه ومدافعًا عنه ضد أي نقد، كما أن نمط الملكية في وسائل الإعلام الرسمية كان له تأثير على الجوانب المالية والإدارية التي ربما وصلت بها إلى حد الترهل والانهيار في بعض الأحيان، وانهالت الخسائر المالية على هذه المؤسسات الرسمية، وقد خَلُصَت عديدٌ من الدراسات إلى أن وسائل الإعلام الرسمية تعاني كثيرًا من الخلل المالي والإداري نتيجة الخسائر الجسيمة لدى بعضها، ونتيجة البطالة المقنعة بين العاملين داخل هذه المؤسسات، حيث يشير الواقع إلى اكتظاظ المؤسسات الإعلامية الرسمية بعديد من الإعلاميين وغيرهم دون عمل حقيقي يمارسونه، كما أنها تعاني من ضعف التدريب وعدم القدرة على توظيف الإمكانات البشرية والمادية، واستمرار نمط الإدارة القديمة وعدم الاعتماد على الأنظمة الحديثة في الإدارة.
وأصبحت وسائل الإعلام الجديدة جزءًا من حياة الناس، وغدت هذه الوسائل من مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي، وصحافة وفضائيات وغيرها - ذات تأثير قوي في صناعة شخصية الفرد، وأصبحت هي الموجِّه الأول لفكره.
فقد بات واضحًا للجميع أن لوسائل الإعلام تأثيرًا فاعلاً - سواء كان إيجابيًّا أم سلبيًّا - على قيم الانتماء للوطن، وعلى المواطن والولاء، فتضرب وسائل الإعلام الحديثة على أوتار تلك القيم بصورة مباشرة، وتسعى إلى دَغدغة المشاعر بشأنها، فإما أن تُقويها وتُرسخها، وتُعزز حضورها في نفس المرء ووِجدانه وشعوره، وتُمَتِّن بنيانها داخل كِيانه؛ حتى يلتحم معها، وتصبح جزءًا من كليته، وإما أن تُزعزع الثقة بها، وتهدم بنيانها، وتُشكك في ضرورة وجودها، بل في أهميتها لأي إنسان في هذا العالم المفتوح ثقافيًّا وفكريًّا واقتصاديًّا.
 ويعد مشروع حفر قناة السويس الجديدة أحد المشاريع القومية التي تتربع على قائمة الإنجازات في الفترة الحالية هذا إذا ما أحسن استغلال هذا المشروع إعلاميًا، والترويج له من أجل تكوين صورة إيجابية عن أداء الحكومة ومن ثم تدعيم الانتماء الوطني لدى الجمهور، ولما كانت المواقع الإخبارية الإلكترونية هي إحدى وسائل الإعلام التى يقبل عليها الكثيرين من أفراد المجتمع، فهذا يقود إلى دراسة مدى مصداقية النشر عبر هذه المواقع ومدى قدرتها على تدعيم الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع.
تعاني المؤسسات الإعلامية من ضعف التدريب وعدم القدرة على توظيف الإمكانات البشرية والمادية، واستمرار نمط الإدارة القديمة
أولا: نتائج مهمة
في هذا الإطار جاءت الدراسة الضافية للباحث الدكتور محمد زين عبد الرحمن رستم الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنيا عن "مصداقية التناول الإعلامي لمشروع قناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية وعلاقته بالانتماء المصري لدى الجمهور"،.
يعرض الباحث نتائج الدراسة من خلال عرض الإجابة عن تساؤلات الدراسة:
بلغت مفردات العينة من مستخدمي المواقع الإخبارية 338 مبحوثًا (من إجمالي 400 مبحوث بنسبة 88.48% من إجمالى مفردات من يستخدمون الإنترنت من إجمالي مفردات عينة الدراسة، وتم سؤالهم عن مدى التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإخبارية، إلا أنه ليس كل من يتعرض للمواقع الإخبارية قارئًا للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة، فعند سؤال من يتعرضون للمواقع الإخبارية من إجمالي مفردات العينة عن مدى التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة، أجابت 28 مفردة من أفراد العينة بـ (لا)، وبالتالي اقتصرت مستويات التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة على عدد قارئي الموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة فقط وعددهم 310 بنسبة 91.72% من إجمالي مفردات من يتعرضون للمواقع الإخبارية من إجمالي مفردات عينة الدراسة، والجدول التالي يوضح مستويات تعرض المبحوثين للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة.
تشير النتائج إلى أن المبحوثين مرتفعي التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية بلغت نسبتهم 23.87% من إجمالى مفردات من يتابعون الموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية من إجمالي مفردات عينة الدراسة، بينما بلغت نسبة المبحوثين متوسطي مستوى التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية 29.35% من إجمالي مفردات من يتابعون الموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية من إجمالي مفردات عينة الدراسة, وجاءت نسبة المبحوثين منخفضي التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية 50.00% من إجمالي مفردات من يتابعون الموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة عبر المواقع الإلكترونية.
تشير النتائج إلى أن المبحوثين مرتفعي التعرض للمواقع الإخبارية بلغت نسبتهم 18.05% من إجمالي مفردات من يستخدمون المواقع الإخبارية من إجمالى مفردات عينة الدراسة موزعة بين 24.22% للمبحوثين مرتفعي التعرض للإنترنت في مقابل 8.61% للمبحوثين متوسطي التعرض، 28.81% للمبحوثين منخفضي التعرض, بينما بلغت نسبة المبحوثين متوسطي التعرض للمواقع الإخبارية 26.63% من إجمالى مفردات من يستخدمون المواقع الإخبارية من إجمالي مفردات عينة الدراسة موزعة بين 32.81% للمبحوثين مرتفعي التعرض للإنترنت في مقابل 23.84% للمبحوثين متوسطي التعرض ، 20.34% للمبحوثين منخفضي التعرض, وجاءت نسبة المبحوثين منخفضي التعرض للمواقع الإخبارية 55.33% من إجمالي مفردات من يستخدمون المواقع الإخبارية من إجمالي مفردات عينة الدراسة موزعة بين 42.97% للمبحوثين مرتفعي التعرض للإنترنت فى مقابل 67.55% للمبحوثين متوسطي التعرض، 50.85% للمبحوثين منخفضي التعرض، وباستعراض النتائج السابقة يتبين لنا أنه توجد علاقة دالة إحصائيًا بين مستويات التعرض المختلفة من جانب المبحوثين للإنترنت وبين مستويات التعرض المختلفة للمواقع الإخبارية، أي أنه كلما زادت كثافة تعرض المبحوثين للإنترنت، تزداد بالتالي كثافة التعرض للمواقع الإخبارية، وبالتالي فقد ثبت صحة هذا الفرض والذي ينص على أنه توجد علاقة ارتباطية ودالة إحصائيًا بين مستويات تعرض المبحوثين للإنترنت ومستويات التعرض المختلفة للمواقع الإخبارية.
تشير النتائج إلى أن المبحوثين مرتفعي التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة بلغت نسبتهم 20.65% من إجمالي مفردات من يتعرضون للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة من إجمالي مفردات من يتعرضون للمواقع الإخبارية من إجمالي مفردات عينة الدراسة موزعة بين 77.78% للمبحوثين مرتفعي التعرض للمواقع الإخبارية في مقابل 25.58% للمبحوثين متوسطي التعرض، 3.91% للمبحوثين منخفضي التعرض, بينما بلغت نسبة المبحوثين متوسطي التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة 29.35% من إجمالي مفردات من يتعرضون للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة من إجمالي مفردات من يتعرضون للمواقع الإخبارية من إجمالي مفردات عينة الدراسة موزعة بين 17.78% للمبحوثين مرتفعي التعرض للمواقع الإخبارية فى مقابل 45.35% للمبحوثين متوسطي التعرض، 24.58% للمبحوثين منخفضي التعرض, وجاءت نسبة المبحوثين منخفضي التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة 50.00% من إجمالي مفردات من يتعرضون للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة من إجمالي مفردات من يتعرضون للمواقع الإخبارية من إجمالى مفردات عينة الدراسة موزعة بين 4.44% للمبحوثين مرتفعي التعرض للمواقع الإخبارية في مقابل 29.07% للمبحوثين متوسطي التعرض، 71.51% للمبحوثين منخفضي التعرض، وباستعراض النتائج السابقة يتبين لنا أنه توجد علاقة دالة إحصائيًا بين مستويات التعرض المختلفة من جانب المبحوثين للمواقع الإخبارية وبين مستويات التعرض المختلفة للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة، أي أنه كلما زادت كثافة تعرض المبحوثين للمواقع الإخبارية، تزداد بالتالي كثافة التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة، وبالتالي فقد ثبت صحة هذا الفرض، الذي ينص على أنه توجد علاقة ارتباطية ودالة إحصائيًا بين مستويات تعرض المبحوثين للمواقع الإخبارية ومستويات التعرض للموضوعات المتعلقة بقناة السويس الجديدة.
أن مستوى التعرض للموضوعات المتعلقة بمشروع قناة السويس الجديدة يزداد كلما كان مستوى الانتماء الوطني مرتفعًا
ثانيًا: الانتماء الوطني تبعا لاختلاف مستويات التعرض لموضوعات قناة السويس
تشير نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعات المبحوثين الذين يمثلون مستويات التعرض المختلفة للموضوعات المتعلقة بمشروع قناة السويس الجديدة، وذلك على مقياس الانتماء للوطن، وهو ما يثبت صحة هذا الفرض، الذي ينص على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المبحوثين على مقياس الانتماء الوطني تبعا لاختلاف مستويات التعرض المختلفة لموضوعات قناة السويس عبر المواقع الإخبارية.
واتضح أن هناك اختلافًا بين المبحوثين متوسطي مستوى التعرض للموضوعات المتعلقة بمشروع حفر قناة السويس، والمبحوثين منخفضي مستوى التعرض لها بفرق بين المتوسطين الحسابيين لصالح المبحوثين متوسطي مستوى التعرض, وهو فرق دال إحصائيًا، كما اتضح أن هناك اختلافًا بين المبحوثين مرتفعي مستوى التعرض للموضوعات المتعلقة بمشروع حفر قناة السويس، والمبحوثين منخفضي مستوى التعرض لها بفرق بين المتوسطين الحسابيين لصالح المبحوثين مرتفعي مستوى التعرض, وهو فرق دال إحصائيًا، كما اتضح أن هناك اختلافًا بين المبحوثين مرتفعي مستوى التعرض للموضوعات المتعلقة بمشروع حفر قناة السويس، والمبحوثين متوسطي مستوى التعرض لها بفرق بين المتوسطين الحسابيين لصالح المبحوثين مرتفعي مستوى التعرض, وهو فرق دال إحصائيًا.
وتشير نتائج الدراسة إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعات المبحوثين الذين يمثلون مستويات الانتماء الوطنى المختلفة، وذلك على مقياس التعرض للموضوعات المتعلقة بمشروع حفر قناة السويس، وهو ما يثبت صحة هذا الفرض، الذي ينص على أنه تختلف مستويات تعرض المبحوثين للموضوعات المتعلقة بمشروع قناة السويس الجديدة عبر المواقع الإخبارية باختلاف مستوى الانتماء الوطني لديهم.
وتبين من الدراسة أن مستوى التعرض للموضوعات المتعلقة بمشروع قناة السويس الجديدة يزداد كلما كان مستوى الانتماء الوطني مرتفعًا، حيث اتضح أن هناك اختلافًا بين المبحوثين متوسطي الانتماء الوطنى، والمبحوثين منخفضي الانتماء الوطني، بينما ظهر أن هناك اختلافًا بين المبحوثين منخفضي الانتماء الوطنى، والمبحوثين مرتفعي الانتماء الوطنى بفرق بين المتوسطين الحسابيين بلغ لصالح المبحوثين مرتفعي الانتماء الوطني, وهو فرق دال إحصائيًا، كما تبين أن هناك اختلافًا بين المبحوثين متوسطي الانتماء الوطني، والمبحوثين مرتفعي الانتماء الوطني بفرق بين المتوسطين الحسابيين لصالح المبحوثين مرتفعي الانتماء الوطني, وهو فرق دال إحصائيًا.
ثالثًا: توصيات الدراسة
انتهت الدراسة إلى وضع مجموعة من التوصيات على النحو التالي:
- حرص المؤسسات الدولية على نشر مفاهيم الانتماء الوطني داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدايةً من الأسرة ومرورًا بالمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام كي يتم تعليم الجمهور الانتماء.
- ضرورة التزام وسائل الإعلام المصرية بمواثيق الشرف الإعلامي في تحقيقها لمواكبة التطورات الحالية في وسائل الإعلام, وكذلك التزامها بالثوابت في المجتمع وفي مقدمتها المسئولية الأخلاقية والاجتماعية.
- عقد مؤتمر تحت رعاية المجلس الأعلى للصحافة يضم جميع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية للاتفاق على مبادئ محددة للنشر عبر المواقع الإلكترونية الإخبارية لتحقيق أقصى درجات المصداقية لهذه المواقع.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟